يتخذ المرء الكثير من القرارات والاختيارات كل يوم. وهدف الأهل عادة
هو إيصال أبنائهم إلى حياة مليئة بالنجاح والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة وتحمّل مسؤوليتها.
وفي حين يتخوف بعض الأهل من القرارات التي يتخذها أبناؤهم لعدم ثقتهم
بقدرة هؤلاء على التمييز بين الصح والخطأ، ولاعتقادهم بأنهم الوحيدون القادرون على تحديد مصلحة أولادهم.
يشعر بعض المراهقين بالخوف وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب لأنهم لم يتعلموا كيفية تحمل المسؤولية
في حياتهم ويشعرون بأنهم غير مؤهلين لاتخاذ القرارات الصحيحة.
وإذا لم نعلّم المراهقين كيفية اتخاذ القرارات والتعامل مع انعكاساتها
ونتائجها نرتكب بحقهم خطأ جسيماً ونسيء إليهم إساءة كبيرة لأن
على الأهل الإدراك انه عاجلاً أم آجلاً سينفصل أولادهم عنهم ويعيشون بمفردهم.
وتأهيل المراهق لاتخاذ القرارات المناسبة هو الحل الأمثل، لينمو في بيئة سليمة،
متمتعاً بالثقة لتحقيق النجاح. لأنه إذا لم يثق المراهق بقدرته على اتخاذ القرارات
المناسبة سيعاني طوال حياته من عدم القدرة على تحمل المشكلات أو حلها.
ومن الطبيعي أن يسعى المراهقون للوصول إلى قرارات خاصة ويرفضوا
الخضوع لتدخل الأهل في حياتهم.
وليستطيع المراهق الوصول إلى القرار السليم، يمكننا أن تساعديه عبر
التأكيد أن اتخاذ القرار ليس صعباً أو محاطاً بالضغوط إلا أنه يتطلب وقتاً
حتى لا يقع في الخطأ. ويمكننا مساندته بطريقة غير مباشرة عبر تحديد بعض الخطوات التي يمكنه إتباعها.
ومن خلال إجابته عن بعض الأسئلة التي تساعده على رسم الطريق الصحيح والسليم للحصول على نتائج مناسبة
و الحقيقة أن أي القرار ليس إلا خطوة في طريق الحياة،
لأن أي قرار يتخذ هو جسر عبور إلى مرحلة ثانية في الحياة.
وإذا اكتشف المراهق أن ما توصل إليه غير صحيح ما عليه إلا التفكير
بأنه حصل على معلومة. تفيده لاتخاذ قرار مقبل في حياته.
وإذا شعر بأنه لا يمكنه العيش مع ما سينتج عنه فعليه إلا يأخذ به.