درجت في مجتمعنا عادة زواج الرجل الأرمل بعد وفاة زوجته بفترة ليست بالطويلة، بحجة أن هذا الرجل، المخلوق القاصر، يغدو ضعيفاً، غير قادر على القيام بمتطلباته، وهو أبعد ما يكون عن فن إدارة شؤون المنزل والحياة، فبعد وفاة الزوجة تجده ضعيفاً تائهاً كطفل أفلت يد أمه في الزحام وتاه.
هناك من الرجال من لا يستطيعون مشاركة امرأة أخرى في إرث زوجاتهم، وذكرياتهم معها، بل يأبون على أنفسهم الزواج، ويؤثرون متابعة حياتهم وإن كانت مريرة، يتزودون فيها بالإخلاص لعِشرةٍ لا يملكون أن ينتزعوها من نفوسهم، ومع أنهم قلة قليلة، إلا أنهم يتخذون مثل هذا القرار مهما كانت النتائج، أما الغالبية الباقية، فمنهم من لا يقوى على الاستمرار لمدة قد لا تتجاوز الشهر، وتجد مَن حول الأرمل من أولاد وأقرباء وأصدقاء يسعون جميعاً لتزويجه، ويمارسون الضغوط عليه لإقناعه بالزواج، حتى غدت هذه العادة نتيجة حتمية لوفاة الزوجة، فمن سينظف البيت؟ ومن سيعد الطعام؟ ومن سيؤنس وحدته؟ ومن سيقف بجانبه إن مرض؟ ومن سيسعفه إن أصابه مكروه؟ ومن؟ ومن؟
ونتيجة لهذا، تجد أن هناك ضغطاً اجتماعياً يدفع بالرجل للزواج بعد أن يترمل، وبغض النظر عن الأسباب والدوافع التي تجعله يتخذ هذا القرار، يبقى – برأيي - هذا القرار ملكه، ويبقى هذا الخيار شكلاً من أشكال حرية الفرد، ولا أعتقد أن أحداً ضد مسألة زواج الرجل بعد وفاة الزوجة، فبكل بساطة إن أراد فليفعل، وإن لم يرد فهو حر بذلك، ولا نملك من حيث المنطق أن نؤيد أو نعارض، فهذا ليس قرارنا.
الوجه الآخر للمسألة هو موقف ومصير المرأة الأرملة، بعد أن تصبح وحيدة، وإن كان بإمكانها الإقبال على الزواج في هذه المرحلة بشكل طبيعي، وكشكل من أشكال الحرية الفردية دون أن تثور ثائرة من حولها من الأولاد والأقارب، فهل تملك المرأة قرارها بعد وفاة زوجها؟
قد تترمل المرأة وهي في ريعان شبابها، وتكون مسألة زواجها قراراً مسبوقاً من ذويها صوناً لكرامتها، وتجنباً لألسنة الناس، حتى ولو كان لديها أولاد، وهنا ترى في أغلب الأحيان إصراراً من المقربين على الزواج، حتى وإن كانت ترفض أن ترتمي في حضن رجل آخر، وقد يكون لديها من ناحية أخرى الاستعداد لذلك، وهذا - برأيي أيضاً - قرارها وحقها، ولكن عندما تكون المرأة كبيرة نوعاً ما في السن ولديها أولاد، وحالها كحال الرجل كبير السن المترمل، فهل تملك قرارها في هذه الحالة؟ وإن رغبت بالزواج مثلاً، ولم تقوَ على إكمال حياتها لوحدها، فهل تجرؤ على البوح بذلك؟ وهل على المرأة أن تتحمل العيش بمفردها، وتمضي حياتها بين جدران بيتها إن ملكته في حال من الأحوال إرضاءً للناس؟ وهل تملك المرأة من الجبروت والصبر ما يعينها على العيش بمفردها دون رجل؟ وهل مطلوب من المرأة أن تبرهن دائماً أنها الأقوى والأجدر في مواجهة ظروف الحياة القاسية، وهي فعلاً كذلك؟ وهل تقع المرأة الأم في قيود أولادها بعد أن تترمل، أم أن من حقها أن تملك قرارها وحريتها وتتابع حياتها كما يتاح للرجل أن يفعل؟
أنا أرى المسألة ببساطة حقاً من حقوق الإنسان، رجل كان أم امرأة، بأن يختار السبيل الأفضل لحياته ما دام لا يتعارض مع مصلحة المجتمع، ولا يتنافى مع الأخلاق أو الدين، فليس من حق أحد مصادرة إرادة أو حرية الآخر، ويكفي المرأة العيش حسب اللوائح والقرارات.
هناك من الرجال من لا يستطيعون مشاركة امرأة أخرى في إرث زوجاتهم، وذكرياتهم معها، بل يأبون على أنفسهم الزواج، ويؤثرون متابعة حياتهم وإن كانت مريرة، يتزودون فيها بالإخلاص لعِشرةٍ لا يملكون أن ينتزعوها من نفوسهم، ومع أنهم قلة قليلة، إلا أنهم يتخذون مثل هذا القرار مهما كانت النتائج، أما الغالبية الباقية، فمنهم من لا يقوى على الاستمرار لمدة قد لا تتجاوز الشهر، وتجد مَن حول الأرمل من أولاد وأقرباء وأصدقاء يسعون جميعاً لتزويجه، ويمارسون الضغوط عليه لإقناعه بالزواج، حتى غدت هذه العادة نتيجة حتمية لوفاة الزوجة، فمن سينظف البيت؟ ومن سيعد الطعام؟ ومن سيؤنس وحدته؟ ومن سيقف بجانبه إن مرض؟ ومن سيسعفه إن أصابه مكروه؟ ومن؟ ومن؟
ونتيجة لهذا، تجد أن هناك ضغطاً اجتماعياً يدفع بالرجل للزواج بعد أن يترمل، وبغض النظر عن الأسباب والدوافع التي تجعله يتخذ هذا القرار، يبقى – برأيي - هذا القرار ملكه، ويبقى هذا الخيار شكلاً من أشكال حرية الفرد، ولا أعتقد أن أحداً ضد مسألة زواج الرجل بعد وفاة الزوجة، فبكل بساطة إن أراد فليفعل، وإن لم يرد فهو حر بذلك، ولا نملك من حيث المنطق أن نؤيد أو نعارض، فهذا ليس قرارنا.
الوجه الآخر للمسألة هو موقف ومصير المرأة الأرملة، بعد أن تصبح وحيدة، وإن كان بإمكانها الإقبال على الزواج في هذه المرحلة بشكل طبيعي، وكشكل من أشكال الحرية الفردية دون أن تثور ثائرة من حولها من الأولاد والأقارب، فهل تملك المرأة قرارها بعد وفاة زوجها؟
قد تترمل المرأة وهي في ريعان شبابها، وتكون مسألة زواجها قراراً مسبوقاً من ذويها صوناً لكرامتها، وتجنباً لألسنة الناس، حتى ولو كان لديها أولاد، وهنا ترى في أغلب الأحيان إصراراً من المقربين على الزواج، حتى وإن كانت ترفض أن ترتمي في حضن رجل آخر، وقد يكون لديها من ناحية أخرى الاستعداد لذلك، وهذا - برأيي أيضاً - قرارها وحقها، ولكن عندما تكون المرأة كبيرة نوعاً ما في السن ولديها أولاد، وحالها كحال الرجل كبير السن المترمل، فهل تملك قرارها في هذه الحالة؟ وإن رغبت بالزواج مثلاً، ولم تقوَ على إكمال حياتها لوحدها، فهل تجرؤ على البوح بذلك؟ وهل على المرأة أن تتحمل العيش بمفردها، وتمضي حياتها بين جدران بيتها إن ملكته في حال من الأحوال إرضاءً للناس؟ وهل تملك المرأة من الجبروت والصبر ما يعينها على العيش بمفردها دون رجل؟ وهل مطلوب من المرأة أن تبرهن دائماً أنها الأقوى والأجدر في مواجهة ظروف الحياة القاسية، وهي فعلاً كذلك؟ وهل تقع المرأة الأم في قيود أولادها بعد أن تترمل، أم أن من حقها أن تملك قرارها وحريتها وتتابع حياتها كما يتاح للرجل أن يفعل؟
أنا أرى المسألة ببساطة حقاً من حقوق الإنسان، رجل كان أم امرأة، بأن يختار السبيل الأفضل لحياته ما دام لا يتعارض مع مصلحة المجتمع، ولا يتنافى مع الأخلاق أو الدين، فليس من حق أحد مصادرة إرادة أو حرية الآخر، ويكفي المرأة العيش حسب اللوائح والقرارات.