الرئيسية
التمييز بين الأبناء .. خطر ينعكس على سلوكياتهم!
قد لا ينتبه بعض الآباء الى طريقة تعاملهم وتربيتهم لأبنائهم بخاصة في تمييزهم لابن دون الآخر أو تدليله وتفضيله على باقي إخوانه كأن يكون ذلك الطفل هو الابن الأصغر أو أن يكون الوحيد بين إخوته مثل الولد الوحيد بين إخواته أو الأخت الوحيدة بين اخوانها ، لهذا يحظى باهتمام ورعاية وتمييز أكثر عن باقي إخوته.
وقد لا يدرك الآباء مدى خطورة هذه الظاهرة التي يمكن أن تتسبب بحدوث الكثير من المشاكل النفسية لأبنائهم مثل الكره والغيرة ما بين الإخوة الى جانب أن هذا التأثير النفسي السلبي يبقى راكدا في نفوس الإخوة حتى بعد أن يكبروا ويصبحوا شبابا.
وقد لا يعترف الكثير من الآباء بأنهم يميزون ابنا عن باقي إخوانه كونهم لا يشعرون بهذا الأمر بدافع حبهم الغريزي لكل أبنائهم إلا أن هذا التمييز أو التفضيل يستطيع أن يلاحظه الأبناء انفسهم أو الأقارب والأشخاص المقربون من العائلة.
فلماذا يميز بعض الآباء ابنا عن باقي إخوانه ؟ وما الأبعاد النفسية والاجتماعية والسلوكية التي يمكن ان تخلفها هذه الظاهرة على الآبناء انفسهم في المستقبل؟
الابن الوحيد
"بسمة"ربة أسرة لا تنكر أنها تدلل ابنها "بشار"6 سنوات بشكل خاص وتميزه عن باقي اخوته في التعامل والتدليل والسبب هو انه "آخر العنقود" الى جانب انه الابن الوحيد بين اربع بنات ، مشيرة الى ان حبها الكبير له تشاركها فيه شقيقاته البنات ايضا وهن لا يشعرن بالغيرة منه بل يعتبرن أنه "لعبتهن" وجميعهن يتبارين على الاهتمام به واصطحابه معهن في مشاويرهن ليرينه لزملائهن ومعارفهن.
وذكرت انها تحب أبناءها كلهم ولا تميز في التعامل ما بين بناتها حيث تشعرهن منذ طفولتهن بأنهن كبار وأنهن مسؤولات عن بعضهن البعض .
ولا تنصح السيدة بسمة الآباء والأمهات بتمييز ابن عن الآخر حتى لا يكون ذلك سببا لكره ابنائهم وغيرتهم من بعض.
واشارت "اكرام" موظفة الى انها لم تنتبه لطريقة تعاملها مع ابنائها وتدليلها لابنتها "نورة" 8 سنوات إلا بعد أن لفتت ابنتها الكبرى "غدير" 13 سنة نظرها لهذا الموضوع.
حيث شعرت بالذنب عندما واجهتها غدير بهذه الحقيقة التي كانت غائبة عنها بخاصة عندما قامت بتذكيرها بأكثر من موقف لها كانت تفضل فيه اختها نورة عليها.
وتشير السيدة اكرام الى انها في تلك الفترة لم تكن تشعر بأنها تميز بين ابنتيها بخاصة أنها تحبهما إلا أن ابنتها الصغرى تحظى بدلال اكبر بحكم صغر عمرها حتى ان هذا الاهتمام كانت تحظى به من قبل والدها ايضا الأمر الذي ترك أثرا سلبيا بليغا في نفس اختها كاد ان يصل الى عقدة نفسية لها. ولهذا سارعت الى التعامل معهما بنفس الطريقة حتى انها منحتها في هذه الفترة مزيدا من الاهتمام كي تشعرها بحبها الشديد لها وبأنها لا تفضل اختها عليها.
أبناء يتذكرون
ورغم مرور عشرات السنين ما زال "عبد الرحمن"48 عاما يتذكر تفضيل ابويه لأخيه الأصغر منه بسنة واحدة لدرجة انهما كانآ ايضا يفضلانه على شقيقاته البنات حيث حرص والداه على تعليمه تعليما جامعيا على حساب شقيقاته وكذلك بادرآ بالسعي لتوظيفه في شركة كبيرة عند أحد الأقارب من خلال تدخلهم المباشر بالتوسط له.
ويذكر عبد الرحمن أيضا أن والديه قاما بمساعدة أخيه الأصغر بزواجه ماديا وفي نفس الوقت رفضا مساعدته بحجة أنه الابن الأصغر وانه يحتاج لمساعدتهم اكثر منه.
ويقول: رغم مرور سنوات على هذا الموضوع إلا أنني ما زلت حتى الآن اتذكر الكثير من التفاصيل والأحداث التي كان تمييز وتفضيل والدي لأخي الأصغر عليّ من خلالها ظاهرا جدا لهذا تعلمت من خلال تربية أبنائي أن اقوم بعاملتهم معاملة عادلة وألا أميز الفتاة عن الولد ولا الكبير على الصغير حتى لا يحدث بينهم شرخ نفسي في المستقبل.
وبشكل مشابه ما زالت "رائدة"34 عاما تتذكر تفضيل والديها لأختها عليها في كثير من المواقف حتى عندما كانآ أطفالا حيث كانت اختها تشترط على والديها ان يشتريآ لها اكثر من "طقم" في العيد او في بداية العام الدراسي وكانا بالفعل يمتثلان لطلباتها ولا يرفضان لها أي طلب ويفضلانها عليها .
ولا تنكر رائدة أنها حتى الآن تشعر بالغيرة من شقيقتها حتى بعد أن كبرتا وتزوجتا وأصبحتا أمّهات. حيث ان والديها وتحديدا أمها ما زالت تميز ابناء أختها على أبنائها.
صراعات نفسية
وحذر د. موسى عطاالله استاذ علم الاجتماع السلوكي من اتباع الآباء والأمهات لسلوك التمييز والتفرقة بين ابنائهم لما لهذا الأمر من خطورة تنعكس على سلوكيات الأبناء أنفسهم بخاصة الأبناء الذين يشعرون بالظلم وبأنهم غير مرغوبين او مفضلين لدى احد الأبوين او كلاهما بسبب تمييز أحد إخوتهم عليهم. وهنا ستظهر لديهم صراعات نفسية مبعثها شعورهم بالظلم وعدم القبول من قبل أبائهم.
واضاف د. عطالله : الأخوة انفسهم تتولد لديهم حالة من الكره الشديد للابن المميز عند ابويهم قد يصل الى درجة الإيذاء والانتقام منه لإرضاء ذاتهم. إلى جانب أن هذه الحالة قد تؤثر على علاقتهم ببعضهم في المستقبل وتكوّن لديهم عقدة نفسية.
لهذا يدعو د. عطا الله الآباء والأمهات الى التعامل مع أبنائهم بكل عدالة وعدم التمييز بين أي منهم لما في ذلك من آثار سلبية تنعكس عليهم وعلى سلوكيات أبنائهم
قد لا ينتبه بعض الآباء الى طريقة تعاملهم وتربيتهم لأبنائهم بخاصة في تمييزهم لابن دون الآخر أو تدليله وتفضيله على باقي إخوانه كأن يكون ذلك الطفل هو الابن الأصغر أو أن يكون الوحيد بين إخوته مثل الولد الوحيد بين إخواته أو الأخت الوحيدة بين اخوانها ، لهذا يحظى باهتمام ورعاية وتمييز أكثر عن باقي إخوته.
وقد لا يدرك الآباء مدى خطورة هذه الظاهرة التي يمكن أن تتسبب بحدوث الكثير من المشاكل النفسية لأبنائهم مثل الكره والغيرة ما بين الإخوة الى جانب أن هذا التأثير النفسي السلبي يبقى راكدا في نفوس الإخوة حتى بعد أن يكبروا ويصبحوا شبابا.
وقد لا يعترف الكثير من الآباء بأنهم يميزون ابنا عن باقي إخوانه كونهم لا يشعرون بهذا الأمر بدافع حبهم الغريزي لكل أبنائهم إلا أن هذا التمييز أو التفضيل يستطيع أن يلاحظه الأبناء انفسهم أو الأقارب والأشخاص المقربون من العائلة.
فلماذا يميز بعض الآباء ابنا عن باقي إخوانه ؟ وما الأبعاد النفسية والاجتماعية والسلوكية التي يمكن ان تخلفها هذه الظاهرة على الآبناء انفسهم في المستقبل؟
الابن الوحيد
"بسمة"ربة أسرة لا تنكر أنها تدلل ابنها "بشار"6 سنوات بشكل خاص وتميزه عن باقي اخوته في التعامل والتدليل والسبب هو انه "آخر العنقود" الى جانب انه الابن الوحيد بين اربع بنات ، مشيرة الى ان حبها الكبير له تشاركها فيه شقيقاته البنات ايضا وهن لا يشعرن بالغيرة منه بل يعتبرن أنه "لعبتهن" وجميعهن يتبارين على الاهتمام به واصطحابه معهن في مشاويرهن ليرينه لزملائهن ومعارفهن.
وذكرت انها تحب أبناءها كلهم ولا تميز في التعامل ما بين بناتها حيث تشعرهن منذ طفولتهن بأنهن كبار وأنهن مسؤولات عن بعضهن البعض .
ولا تنصح السيدة بسمة الآباء والأمهات بتمييز ابن عن الآخر حتى لا يكون ذلك سببا لكره ابنائهم وغيرتهم من بعض.
واشارت "اكرام" موظفة الى انها لم تنتبه لطريقة تعاملها مع ابنائها وتدليلها لابنتها "نورة" 8 سنوات إلا بعد أن لفتت ابنتها الكبرى "غدير" 13 سنة نظرها لهذا الموضوع.
حيث شعرت بالذنب عندما واجهتها غدير بهذه الحقيقة التي كانت غائبة عنها بخاصة عندما قامت بتذكيرها بأكثر من موقف لها كانت تفضل فيه اختها نورة عليها.
وتشير السيدة اكرام الى انها في تلك الفترة لم تكن تشعر بأنها تميز بين ابنتيها بخاصة أنها تحبهما إلا أن ابنتها الصغرى تحظى بدلال اكبر بحكم صغر عمرها حتى ان هذا الاهتمام كانت تحظى به من قبل والدها ايضا الأمر الذي ترك أثرا سلبيا بليغا في نفس اختها كاد ان يصل الى عقدة نفسية لها. ولهذا سارعت الى التعامل معهما بنفس الطريقة حتى انها منحتها في هذه الفترة مزيدا من الاهتمام كي تشعرها بحبها الشديد لها وبأنها لا تفضل اختها عليها.
أبناء يتذكرون
ورغم مرور عشرات السنين ما زال "عبد الرحمن"48 عاما يتذكر تفضيل ابويه لأخيه الأصغر منه بسنة واحدة لدرجة انهما كانآ ايضا يفضلانه على شقيقاته البنات حيث حرص والداه على تعليمه تعليما جامعيا على حساب شقيقاته وكذلك بادرآ بالسعي لتوظيفه في شركة كبيرة عند أحد الأقارب من خلال تدخلهم المباشر بالتوسط له.
ويذكر عبد الرحمن أيضا أن والديه قاما بمساعدة أخيه الأصغر بزواجه ماديا وفي نفس الوقت رفضا مساعدته بحجة أنه الابن الأصغر وانه يحتاج لمساعدتهم اكثر منه.
ويقول: رغم مرور سنوات على هذا الموضوع إلا أنني ما زلت حتى الآن اتذكر الكثير من التفاصيل والأحداث التي كان تمييز وتفضيل والدي لأخي الأصغر عليّ من خلالها ظاهرا جدا لهذا تعلمت من خلال تربية أبنائي أن اقوم بعاملتهم معاملة عادلة وألا أميز الفتاة عن الولد ولا الكبير على الصغير حتى لا يحدث بينهم شرخ نفسي في المستقبل.
وبشكل مشابه ما زالت "رائدة"34 عاما تتذكر تفضيل والديها لأختها عليها في كثير من المواقف حتى عندما كانآ أطفالا حيث كانت اختها تشترط على والديها ان يشتريآ لها اكثر من "طقم" في العيد او في بداية العام الدراسي وكانا بالفعل يمتثلان لطلباتها ولا يرفضان لها أي طلب ويفضلانها عليها .
ولا تنكر رائدة أنها حتى الآن تشعر بالغيرة من شقيقتها حتى بعد أن كبرتا وتزوجتا وأصبحتا أمّهات. حيث ان والديها وتحديدا أمها ما زالت تميز ابناء أختها على أبنائها.
صراعات نفسية
وحذر د. موسى عطاالله استاذ علم الاجتماع السلوكي من اتباع الآباء والأمهات لسلوك التمييز والتفرقة بين ابنائهم لما لهذا الأمر من خطورة تنعكس على سلوكيات الأبناء أنفسهم بخاصة الأبناء الذين يشعرون بالظلم وبأنهم غير مرغوبين او مفضلين لدى احد الأبوين او كلاهما بسبب تمييز أحد إخوتهم عليهم. وهنا ستظهر لديهم صراعات نفسية مبعثها شعورهم بالظلم وعدم القبول من قبل أبائهم.
واضاف د. عطالله : الأخوة انفسهم تتولد لديهم حالة من الكره الشديد للابن المميز عند ابويهم قد يصل الى درجة الإيذاء والانتقام منه لإرضاء ذاتهم. إلى جانب أن هذه الحالة قد تؤثر على علاقتهم ببعضهم في المستقبل وتكوّن لديهم عقدة نفسية.
لهذا يدعو د. عطا الله الآباء والأمهات الى التعامل مع أبنائهم بكل عدالة وعدم التمييز بين أي منهم لما في ذلك من آثار سلبية تنعكس عليهم وعلى سلوكيات أبنائهم
