حبيت أطرح هالقصيدة لما قدم فيها الشاعر أبو فراس هايل مهنا
من فخر وكبرياء ونقل ماهو حالنا إلى مجالس الأمير السعودي
وقصة هذه القصيدة تلقى هايل مهنا دعوة من شخص سعودي صديق له
على مأدبة عشاء في قصر الأمير.
وما كان منه إلا أن لبا الدعوة, ومن المعتاد في مجالس الأمراء أياً
كان الضيف أو الداخل إلى المجلس أن يركع أمام الأمير ويلثم خشمه
ويده وأذا كان مجيداً للشعر يمدح الأمير فيجزي له في العطايا.
وهذه الأمور لا نرضى بها نحن الدروز وعندما دخل هايل مهنا ألقى
تحية الإسلام دون أن يحب خشم الأمير ويده .
فضاق الحال بصديقه وحاول أن يلفت نضر أبو فراس إلى أن يقبل يد
الأمير كما هو المعتاد ومن بعدها قدم ابن الأمير وطلب منه أيضاً
أن يحب يد الأمير وخشمه ولكنه أبى واستكبر فرتفع صوتهما فلاحظ الأمير
الجضة.
فسئل أبو فراس لماذا ارتفع صوته وأجابه بهذه القصيدة الرائعة
أمل أن أكون قد وفقت في طرحها وأرجو لو كان فيها بعض الأخطاء
في أبياتها وأحداثها أصلحها ولكم جزيل الشكر.
ما ذل نفسي غــــير لله والجار ... ولا حـب كوع الشيخ لعل يجـــزي
نفسي عزيزة وعالماقدير صبار ... وأرثي ثقوب الثوب من غير ترزي
حنا تربينا على العز والغار ... الذل عيب .. ولمسة الخشم تخـزي
نجلس مجالس مع أهل الطيب تذكار ... ما صيـدنا مالٍ ولحـــمٍ ورزي
مربى الأكارم من طويلين الأشـبار ... درزي أنا يا أمير والخال درزي
داراً لكم مدهال وحنا لنا دار ... بسيفٍ حميناها ديـار المعــزي
وإسـئل أهلك والـروم وكبــار ... لا ما غزينا جار عملوك نغزي
وإسئل أهل الشيمات عن هوش لحرار ... الأرض ترجف تخيلها صار هزي
ونحنا بيـوم الـروح للـروح تجار ... نرخص غلاها وبيعة الروح عزي
وللضيف ريت بربعةٍ ريحة البهار ... حنا عبيد الضيف فرسـان حمزي
حنا واحدنا بالشرق حـد مسمار ... الطيب واجد وأطيب الطيب درزي
............
وعندها يقوم الأمير بأسكات الجميع ويقول لشاعره العتيبي الذي
لايعتز بأهله وقومه حاله كما حال الشجرة التي ما ألها جذور أول
هبة ريح بتطيرها.
ويقول الشاعر العتيبي بيت شعر يريد أن يعرف مقدرة شاعرنا على
قول القصيد الإرتجال ... فيقول له
إخفض جناحك إن جية لديرة العز ... ولا تحسب روحك ساكن بديرةدروز
يجاوبه شاعرنا بهذه القصيدة الإرتجالية الجميلة
يا مرحبا بلي تعنا ولنا دز ... مرسول شعري يهوزنا بالفخر هوز
يطرد نقا ويلزنا لهوشكم لز ... ويش إلي جيبك لمنقع الطيب منقوز
لاتفتخر حناالفخر هامة العز ... وإن روحت خيل النشامةلناالفوز
حنا بماضي ربعنا اليوم نعتز ... وحنا على كل الكرمات منحــوز
نشد أهل العوجا وحذراك توجز ... ونشد سنا عيسى الملاحم والعنوز
مـين الذي خلا الطوابير تهتـــز ... ومين الذي ريحت عطرهم كما اللوز
ذولي أسود المعمعا وللوطن حرز ... ذولي أهلي أهل النواميس الدروز
ما أضن يرقى لخصر عزهم عـــز ... وما هقوتي للمرجلة غيرهم جـوز
إن أقبلت خيل النشامة لها رز ... رزيز خبط الموت عكبود مـرزوز
إن كنكم أهل العطا دودةالقز ... حناالسخاوأهل السخا بلجةالعوز
وإن كان رمحك بيد الرجاجيل مهتز ... حنا رمحنا بمنحر الضد مركوز
قـولٍ بلا فعلٍ ترى مطعمه مــز ... وإلي ما يثمن قايد السيط ملموز
بوجه أخو سمية الصعيبات تنجز ... لا ترتقي لمرقد صقـورنا جـــوز
حنا قرايب بعضنا وبالحرب لز ... ويعتز راسك لو قلت رفقة دروز