قصيدة المرحوم الشيخ إسماعيل العبد الله قالها سنة 1910 في حرب سامي باشا عندما كان في سجن عكا برفقة مشايخ الدروز ومنهم الشيخ ذوقان الأطرش.وهي موجودة في المؤلف الكبير الذي سجله ووضعه المرحوم أبو منصور طافش، قيم مقام سيدنا شعيب (ع) في الستينات والسبعينات.
عفا الله عن قلبٍ جفا الطّب سُقماه حار بلجّات الحِقود ساب
جِسمي ضنا من لوعة البيْن والنيا ولي قلب من جُرع الغباين ذاب
على طول ليلي حارم السهد بالكرى وميال عيني بالمنام حراب
كل ما رجينا الله يحسن خلاصنا تنسدّ كل فجوجها وقطاب
نرجى ونقول اليوم باكر تمامها ولا صار لا بد للخطاب جواب
كل ما قلنا اليوم يبرد زفيرها يزيد لها بالنايبات أهضاب
عِدّك على عجرم تسدّى حريرها أو عد ماكن عقدها كلاّب
قالوا المصائيب في بداهم كباير والضيق من أصلو يصرلو باب
هاذي من أوله مع الخمس جاورت واليوم صاير بالجراب ضياب
طالت لياليها وعِسرت دروبها حولين يا صاحب قصير الدّاب
يا مسلمين الله ضاقت حظيرتي وعقلي من صروف الليالي غاب
كم أحرث النار التي مات ضوّها ولا لقيت لسلك السبيل طناب
عاركت دهري واستمرت ملامتي ومضيت عمري للزمان عتاب
الْيا فلجتوا ما ترى الحق يفقمه ولا يخجل الخاين بقولة عاب
المال كم يردي من الناس جيدها وكم يعمل الرسم الهديم إن طاب
الّفت المعاني واجمع الفن وابذلوا ألّفت من جور الزمان كتاب
وكم لي أبدّل بالتمني منازلي وجف نحري والملام شهاب
لقيت التمني راس مال العواجز وغيم الملا دون الفعال خِلاب
شور من أهل الشور يحيي قبيلة وشور من المتجددين خراب
ما فاد متمنّي على ما ينالوا الموت واحد والوجاع أسباب
والضيق ودّوا جّمعة اليأس والرجى وسهم القضا لو صار مرسل صاب
والخوف ما يبعد مجال المنيّة لكن عن الطايلات قطع أنصاب
إلما ينال المدح بأوّل زمانو عسر عليه الدهر يوم شاب
العمر للإنسان مثل الزمالة فعايلك بين الأنام إزهاب
إن قلّ مال المرء كثرت ذواربه وإن كثر ماله قط لا يعتاب
كل الذوارب تنْستر بالمكارم سوا ذارب النمّام والكذّاب
خطو ناس لو رافقتهم يسترونك وخطو ناس رفقتهم رفيق ذياب
درب الطمع لازم يحوْشِك على الردى كما حاش الحرّ الطيور غراب
ولا يأكل الغرّات إلاّ قريبها والبعد كم غيّر وداد صحاب
والرَّبع ما يقلِّط عليها حسودها والسيف ما يسطو بغير أنصاب
هلّي يردي المدح والجود والثنا يكون ليّن للرجال حناب
أوّل سجيّة عِفتك عند المقدرة ومحوك لزلات الرفيق ثواب
ولّي يترجى من عدوه مودة كما راج من بعد المشيب شباب
عدوّ جدك ما يودّك ولو صفا لو طال حدّو بالوداد خضاب
أحرس عدوك لو يلاقيك باسِم رقم الأفاعي سمّها بالناب
لا خير في ودّ يكون على عبث ألعن وداد الخاين القلاّب
يلقاك يحلف أن ودّه يصادق يكثر عيوبك بالقفا لو غاب
أيّاك عمرك لا تجرّب مجرّب إن التجارب للرجال أبواب
أوصيك لا تشفي على مرقب الردي أما من الحر الكريم اكساب
الأجواد تدرك في رفقهم رياحة رفق الردي بس العنا وتعاب
السيف بين اثنين منقول بالملا الجيد نسله والجنس أقراب
والعِفن ما يسرّك الياجيت ناصيه لمس الردي مكوى جلود صلاب
إن كان صارت بك مصيبة يلومها واللوم يا صاحب أشد المنصاب
اللوم على راعي المصيبة مصيبة بأخصّ لو كانت على المنصاب
الجيد عزّك لو نصيته بضيقة إن قل مالو من صديقو جاب
إن شاف شدة عانها ما يلومها وقال المصايب للأنام شراب
حظّو الرجل مثل الجيد يحمل على العصب ما حاش في درب الشرف وهّاب
إن بارت الولدات لا تضرب النسب سوس الفعايل لا تعدّ انساب
كم واحد قال أنا ابويّ وجدي أنا اللي لعسرات الفتوك احجاب
إن شاف يوم خطا الحار زلّة يظفي كما تظفي الحريم ثياب
ومنهم من يزري مقعد واكثر مالو مال بلا بذل سمين كلاب
ومنهم معمِّر على عُلوي مضافي تمضى السنة ما ينفتح لها باب
في طول عمره ما روّق ضيوف جاره حاضر ويعدّونه مع الغُيّاب
ومنهم يتغاوى بكبر منسبه أليا بخِنتو بس حشو جراب
يرضى يموت النار والذل والزهد بهّرْج الفضا يركب على مهذاب
ينشر عيوب الناس ويسُر عيبه تلقاه في رسد العلوم سحاب
اليا جذبت صَيْرمي من مياكره حرّ وخلّف الأحرار عقاب
إن جاك وكريٍّ على باب مصقره الْتِبع ما يفرح به الجذّاب
أنا سايس الأيام من شوم طالعي على كثر ما لمّيت عقدي شاب
يوم الفضا تكثر عليّ حنايني وباللزمي ما شفت خصّ اصحاب
يالل تسترنا وتغفر ذنوبنا من دون بابك ما نجاه الرب
وأختم كلامي بالصلاة على النبي شمس الملا والآل والأقطاب