الرئيسية
"البيرق، أو الراية، أو العلم"، هو قطعة قماشية، مستطيل الشكل، محمول على قضيب من الزان، ينتهي بحربة من المعدن مثل رأس السيف، لا يحمل إلا في وقت القتال والحرب مع عدو خارجي، وكل قرية لها "بيرق" خاص بها، ومن دواعي الفخر أن يكون حمَلتُه من اختصاص أسرة أو عائلة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اشتهر حملة البيرق بالشجاعة المتجلية في المعارك التي خاضها أهل الجبل، لما له من مكانة في النفوس، وعلى اعتبار أنه راية الحرب، يجري تسليمه إلى لجنة جمع تراث الثورة السورية الكبرى، بمراسم بروتوكولية.
حول طريقة تسليم البيرق أوضح الأستاذ "عمار أبو عمار" أحد أعضاء اللجنة لموقع eSwueda قائلاً: «يجري تسليم بيرق كل قرية من قبل أسرة حاملي البيرق، وكنموذج عن طريقة التسليم سوف أتحدث عن تسليم بيرق قرية "شعف" كنموذج لأن ما جرى أثناء تسليم بيرق قرية "شعف" جرى في كل قرى الجبل.
ما إن وصلنا حتى استقبلنا الكبار والصغار والشباب بالأهازيج والحداء، وبدأت مراسم التسليم بإلقاء كلمات تعبر عن ارتباط كل قرية ببيرقها، وتكاد الدموع تنهمر حينما خرج من منزل حامله المرحوم "عساف الخطيب" وقد سلمنا البيرق حفيده "المهندس كميل الخطيب"، يحمله الشيخ المعمر "أبو ناصيف حسن الخطيب" وهو بعقده التاسع ودموعه على خديه، لعل الموقف تغمره عاطفة وجدانية، جرى ذلك في قرى عديدة، وفق تقاليد البيرق ومنها أنه لا يجوز أن يسقط على الأرض في ساحة المعركة، لذلك تقتضي الضرورة أن يكون حامله من الشبان الشجعان والأقوياء، حتى لا يسقط إذا أصيب حامله، لأنه ينتقل من يد إلى أخرى، إذا ما سقط واحد حمله آخر، كما في معركة "الكفر" حينما استشهد حامل بيرق قرية "ملح" "شهاب غزالة"، تناقله ثلاثة شهداء ليبقى مرفوعاً، وبنفس الطريقة تسلمنا بارودة "اسماعيل درويش" من المعمر "نايف درويش"، وسيف "خزاعي الخطيب" من ولده "رياض الخطيب"».
وحين حمل المعمر الشيخ "حسن الخطيب" البيرق أوضح سبب دموعه قائلاً: «كيف لي ألا أبكي وقد سقط تحت لوائه أكثر من 12 شهيداً من أنبل شباب قريتنا في معارك الثورة السورية الكبرى، إضافة إلى شهداء من بلدنا الحبيبة سورية من شمالها إلى جنوبها؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لجنة جمع تراث الثورة السورية
فخروجه من قريتنا له دلالة اعتبارية كبيرة، لكن عزاءنا أن يكون في صرح شهداء الثورة الذي هو عزة للثوار وفخر لنا، في مكان ضم فيه رفاة القائد العام للثورة "سلطان باشا الأطرش"».
وبيّن المهندس "كميل الخطيب" سليل حامل بيرق قرية "شعف" قائلاً: «حقيقة عندما جاءت اللجنة لاستلام البيرق، شعرت كم أنا فخور بتراثي، بترابي، بأهلي، حينما كان المرحوم جدي "عساف الخطيب" يحمل هذا البيرق ينخي وينتخي بأهازيج وحداء أهلنا، لعلنا نسلمه والشجن يفوح في الأفئدة مستذكرين ماضينا العريق».
ولدى سؤال المعمر "أبو نايف أجود درويش" الذي تجاوز النصف الثاني من عقده الأول بعد قرن من الزمن، وهو يحمل بارودة جده "اسماعيل درويش" عن مراسم حمله قال: «كانت المسيرات، تحيط بحامل البيرق من صفوة شباب العائلات، مزودين بالسلاح يتلوهم المشاة، يتقدمهم عازفو المجوز والمحاربون حول بيرقهم أثناء المعركة لحمايته، وإذا استشهد حامله يتقدم أخوه أو أحد أقربائه لحمله ثانية، دون التفكير بالتضحيات، إذ لم يخرج بيرق إلى الحرب إلا في المناسبات التي تستوجب، وبعد اجتماع عام يعقد في بيت شيخ القرية، ليتم اتخاذ القرار، يذهب الشباب إلى بيت حامله حيث يكون على أهبة الاستعداد ويعودون معه إلى مكان الاجتماع، فيقفون في الساحة بصف مستطيل أو نصف دائري، وتجري عراضة تدعى "النخوة"، يقوم بها كبار السن أمام الشباب، ثم يقوم الشباب أمامهم وهم يرفعون أسلحتهم في الهواء ويطلقون العيارات النارية ويرددون عبارات حماسية، وهذا يعيدني إلى قلب المعركة وزغاريد النساء تعلو على جانبي المسيرة ويرتفع غناؤهن ودعواتهن للثوار بالنصر والرجوع بالسلامة وهن يلوحن بالمناديل وينثرن الدموع يرافقن الثوار ويحملن لهم الماء والطعام والذخيرة كما فعلت "سعدى ملاعب وبستان شلغين"، ويقولون: "عندكم يا النشامى عندكم يا ربعنا" ويرددون "كفو والنعم إلكم عادة"، ويبدأ الحداء الذي منه:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المعمر نايف درويش ينتخي بارودة جده
"يام الوحيد وابكي عليه/ والموت ما يرحم حدا
لا بد ما تنعي عليه/ إن كان اليوم ولا غدا".
وعن صفات بيرق "شعف" بيّن الأديب "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب قائلاً: «إذا ما أردنا استعراض رايات جبل العرب فإننا نقف أمام كل بيرق بقصص طويلة بل أساطير نضالية قدمها أبناء البيرق ولا يتسع المجال لحديث قصير في توثيق وتبيان معظم هذه البطولات ولكننا نتحدث عن بيرق "شعف" كنموذج فهو احمر اللون له إطار مطرز من نفس لونه، في زواياه لون أخضر على شكل مثلث، وفي الزاوية العليا كتبت عبارة "يا الله"، وشرابتين مطرزتين بلونٍ ذهبي في وسطه، وقد تميز بوجود خمس رصاصات، مازلت واضحة لليوم، وهو مستطيل الشكل، وطوله مع الرمح والحربة ثلاثة أمتار ونصف، يحمله البيرقجي مستندا على قاعدة خشبية معلقة بنطاق من الجلد متصل من الأعلى، يوضع برقبة الحامل، ويتدلى على صدره مائلا قليلا إلى اليسار، أما البند فهو من الحرير المجدول، يربط بعجز الحربة وينتهي بشرابتين يمسك بهما رجلان قويان عند الضرورة ليساعدا على تثبيت البيرق، ولهذا قلت:
ذا بيرق الأجداد في شعف العلا/ شعف التي حمل اللواء شبابها
وتسابقوا للموت يحدوهم إلى / شرف المكارم صخرها وترابها
ذا بيرق الأجداد صان مضافة/ لولاه لم يضحك لضيف بابها
فاحمل إلى سلطان ألف تحية/ وأبلغه أنَّا للعلا طلابها».
وعن علاقة الثائر بالبيرق داخل المعركة واختيار طريقة التسليم، بيّن الأستاذ "علم الدين أبو عاصي" عضو لجنة جمع تراث الثورة قائلاً: «للبيارق منظر مهيب يدخل الرهبة إلى قلوب الأعداء حين تنشر في ارض المعركة بألوانها الزاهية وترتيبها ويمكث حملة البيارق تحتها مراقبين ينتظرون تقدم الثوار فيتوغلون معهم في جهة الأعداء من خلال هجمات خاطفة تتعالى فيها صيحات مرعبة لإنهاك العدو، ولا رياض الخطيب بيده سيف خزاعي الخطيب
يجوز طي البيارق مادامت المعركة دائرة لكنها تطوى عند الانسحاب وينسحب المحاربون عادة في الظلام، غير أن البيارق تظل منشورة في الحالات الاضطرارية حفاظا على عزيمة المقاتلين وإذا طويت فان الفوضى تدب وتكون الهزيمة. وفي هذه الحالة تتولى الخيالة الدفاع عن المنسحبين بشن غارات متوالية على العدو حتى تنسحب البيارق بانتظام ويتطوع لهذه المهمة مشاهير الفرسان في حين تنضم الخيول الأخرى إلى جماعة المنسحبين وبهذا قيل: "طوال الخيل تحمي قصارها"، ولعل اختيار الطريقة التي تم تسليم البيرق فيها، هي إحياء لتاريخ البيرق وثقافته، وهي الطريقة التي نشعر بأنها الرابطة بين أجيال الثوار في الماضي وطلائع المقاومة في الحاضر».
منقووووووووووول واعتذر للاطاله عليكم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اشتهر حملة البيرق بالشجاعة المتجلية في المعارك التي خاضها أهل الجبل، لما له من مكانة في النفوس، وعلى اعتبار أنه راية الحرب، يجري تسليمه إلى لجنة جمع تراث الثورة السورية الكبرى، بمراسم بروتوكولية.
حول طريقة تسليم البيرق أوضح الأستاذ "عمار أبو عمار" أحد أعضاء اللجنة لموقع eSwueda قائلاً: «يجري تسليم بيرق كل قرية من قبل أسرة حاملي البيرق، وكنموذج عن طريقة التسليم سوف أتحدث عن تسليم بيرق قرية "شعف" كنموذج لأن ما جرى أثناء تسليم بيرق قرية "شعف" جرى في كل قرى الجبل.
ما إن وصلنا حتى استقبلنا الكبار والصغار والشباب بالأهازيج والحداء، وبدأت مراسم التسليم بإلقاء كلمات تعبر عن ارتباط كل قرية ببيرقها، وتكاد الدموع تنهمر حينما خرج من منزل حامله المرحوم "عساف الخطيب" وقد سلمنا البيرق حفيده "المهندس كميل الخطيب"، يحمله الشيخ المعمر "أبو ناصيف حسن الخطيب" وهو بعقده التاسع ودموعه على خديه، لعل الموقف تغمره عاطفة وجدانية، جرى ذلك في قرى عديدة، وفق تقاليد البيرق ومنها أنه لا يجوز أن يسقط على الأرض في ساحة المعركة، لذلك تقتضي الضرورة أن يكون حامله من الشبان الشجعان والأقوياء، حتى لا يسقط إذا أصيب حامله، لأنه ينتقل من يد إلى أخرى، إذا ما سقط واحد حمله آخر، كما في معركة "الكفر" حينما استشهد حامل بيرق قرية "ملح" "شهاب غزالة"، تناقله ثلاثة شهداء ليبقى مرفوعاً، وبنفس الطريقة تسلمنا بارودة "اسماعيل درويش" من المعمر "نايف درويش"، وسيف "خزاعي الخطيب" من ولده "رياض الخطيب"».
وحين حمل المعمر الشيخ "حسن الخطيب" البيرق أوضح سبب دموعه قائلاً: «كيف لي ألا أبكي وقد سقط تحت لوائه أكثر من 12 شهيداً من أنبل شباب قريتنا في معارك الثورة السورية الكبرى، إضافة إلى شهداء من بلدنا الحبيبة سورية من شمالها إلى جنوبها؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لجنة جمع تراث الثورة السورية
فخروجه من قريتنا له دلالة اعتبارية كبيرة، لكن عزاءنا أن يكون في صرح شهداء الثورة الذي هو عزة للثوار وفخر لنا، في مكان ضم فيه رفاة القائد العام للثورة "سلطان باشا الأطرش"».
وبيّن المهندس "كميل الخطيب" سليل حامل بيرق قرية "شعف" قائلاً: «حقيقة عندما جاءت اللجنة لاستلام البيرق، شعرت كم أنا فخور بتراثي، بترابي، بأهلي، حينما كان المرحوم جدي "عساف الخطيب" يحمل هذا البيرق ينخي وينتخي بأهازيج وحداء أهلنا، لعلنا نسلمه والشجن يفوح في الأفئدة مستذكرين ماضينا العريق».
ولدى سؤال المعمر "أبو نايف أجود درويش" الذي تجاوز النصف الثاني من عقده الأول بعد قرن من الزمن، وهو يحمل بارودة جده "اسماعيل درويش" عن مراسم حمله قال: «كانت المسيرات، تحيط بحامل البيرق من صفوة شباب العائلات، مزودين بالسلاح يتلوهم المشاة، يتقدمهم عازفو المجوز والمحاربون حول بيرقهم أثناء المعركة لحمايته، وإذا استشهد حامله يتقدم أخوه أو أحد أقربائه لحمله ثانية، دون التفكير بالتضحيات، إذ لم يخرج بيرق إلى الحرب إلا في المناسبات التي تستوجب، وبعد اجتماع عام يعقد في بيت شيخ القرية، ليتم اتخاذ القرار، يذهب الشباب إلى بيت حامله حيث يكون على أهبة الاستعداد ويعودون معه إلى مكان الاجتماع، فيقفون في الساحة بصف مستطيل أو نصف دائري، وتجري عراضة تدعى "النخوة"، يقوم بها كبار السن أمام الشباب، ثم يقوم الشباب أمامهم وهم يرفعون أسلحتهم في الهواء ويطلقون العيارات النارية ويرددون عبارات حماسية، وهذا يعيدني إلى قلب المعركة وزغاريد النساء تعلو على جانبي المسيرة ويرتفع غناؤهن ودعواتهن للثوار بالنصر والرجوع بالسلامة وهن يلوحن بالمناديل وينثرن الدموع يرافقن الثوار ويحملن لهم الماء والطعام والذخيرة كما فعلت "سعدى ملاعب وبستان شلغين"، ويقولون: "عندكم يا النشامى عندكم يا ربعنا" ويرددون "كفو والنعم إلكم عادة"، ويبدأ الحداء الذي منه:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المعمر نايف درويش ينتخي بارودة جده
"يام الوحيد وابكي عليه/ والموت ما يرحم حدا
لا بد ما تنعي عليه/ إن كان اليوم ولا غدا".
وعن صفات بيرق "شعف" بيّن الأديب "فرحان الخطيب" عضو اتحاد الكتاب العرب قائلاً: «إذا ما أردنا استعراض رايات جبل العرب فإننا نقف أمام كل بيرق بقصص طويلة بل أساطير نضالية قدمها أبناء البيرق ولا يتسع المجال لحديث قصير في توثيق وتبيان معظم هذه البطولات ولكننا نتحدث عن بيرق "شعف" كنموذج فهو احمر اللون له إطار مطرز من نفس لونه، في زواياه لون أخضر على شكل مثلث، وفي الزاوية العليا كتبت عبارة "يا الله"، وشرابتين مطرزتين بلونٍ ذهبي في وسطه، وقد تميز بوجود خمس رصاصات، مازلت واضحة لليوم، وهو مستطيل الشكل، وطوله مع الرمح والحربة ثلاثة أمتار ونصف، يحمله البيرقجي مستندا على قاعدة خشبية معلقة بنطاق من الجلد متصل من الأعلى، يوضع برقبة الحامل، ويتدلى على صدره مائلا قليلا إلى اليسار، أما البند فهو من الحرير المجدول، يربط بعجز الحربة وينتهي بشرابتين يمسك بهما رجلان قويان عند الضرورة ليساعدا على تثبيت البيرق، ولهذا قلت:
ذا بيرق الأجداد في شعف العلا/ شعف التي حمل اللواء شبابها
وتسابقوا للموت يحدوهم إلى / شرف المكارم صخرها وترابها
ذا بيرق الأجداد صان مضافة/ لولاه لم يضحك لضيف بابها
فاحمل إلى سلطان ألف تحية/ وأبلغه أنَّا للعلا طلابها».
وعن علاقة الثائر بالبيرق داخل المعركة واختيار طريقة التسليم، بيّن الأستاذ "علم الدين أبو عاصي" عضو لجنة جمع تراث الثورة قائلاً: «للبيارق منظر مهيب يدخل الرهبة إلى قلوب الأعداء حين تنشر في ارض المعركة بألوانها الزاهية وترتيبها ويمكث حملة البيارق تحتها مراقبين ينتظرون تقدم الثوار فيتوغلون معهم في جهة الأعداء من خلال هجمات خاطفة تتعالى فيها صيحات مرعبة لإنهاك العدو، ولا رياض الخطيب بيده سيف خزاعي الخطيب
يجوز طي البيارق مادامت المعركة دائرة لكنها تطوى عند الانسحاب وينسحب المحاربون عادة في الظلام، غير أن البيارق تظل منشورة في الحالات الاضطرارية حفاظا على عزيمة المقاتلين وإذا طويت فان الفوضى تدب وتكون الهزيمة. وفي هذه الحالة تتولى الخيالة الدفاع عن المنسحبين بشن غارات متوالية على العدو حتى تنسحب البيارق بانتظام ويتطوع لهذه المهمة مشاهير الفرسان في حين تنضم الخيول الأخرى إلى جماعة المنسحبين وبهذا قيل: "طوال الخيل تحمي قصارها"، ولعل اختيار الطريقة التي تم تسليم البيرق فيها، هي إحياء لتاريخ البيرق وثقافته، وهي الطريقة التي نشعر بأنها الرابطة بين أجيال الثوار في الماضي وطلائع المقاومة في الحاضر».
منقووووووووووول واعتذر للاطاله عليكم
