الرئيسية
فى يوم من الايام بينما كانت هى تسير
فى بستان احلامها الاثير
بينما كانت تخطو بالاقدام فوق الاوهام
وترتكن الى الامانى والامال
تتلمس بيديها الطريق
كطفل يخطو اول خطوة له فى عالم الخيال
كانت معتقده فى اشياء
قد لا تبدو واقعيه ولا حتى خياليه
بل هى اشياء اسطوريه
عن عالمنا مخفيه
كانت ترى ان رحيل الروح محال
وان الحياه سحر
بكل التعاويذ لا يمكن ان يزال
كانت تركض بين الربوع
وفوق السهول بكل الروعه تجول
كانت تستحلف على السماء البكاء
فتحمل بين قبضتها دمع السماء
وتنهل منه حتى الرواء
كانت تستحلف على الارض النماء
فتقطف من ربيعها زهورها
لتتشبع المسام بالرحيق
وتحيا الخلايا بالعبير الرقيق
كانت تستحلف على الهواء النسيم العليل
تبسط ذراعاها ومعه فى جميع الانحاء تميل
كانت تعشق التمايل على الانغام
كل نغمه كانت تعنى لها رساله
وكل لحن هو فى الحقيقه لغه
وكانت للغه الالحان تجيد
وللغه القلوب تجيد
وللغة الطيور اكثر اجاده
وفى فهم همس الزهور لا تحتاج لاشاده
وبينما هى فى نشوة المسير
وجدت ايادى ممتده لها بثوب من حرير
وصوت ينادى فى الاجواء
تعالى يا من وجدتها بعد عناء
ظلت مترقبه....
جوارحها متلهفه.....
وعيونها مشدوهه متأمله
وعقلها حائر متساءل
من انت يا صاحب الايادى ؟
وعلى من تنادى ؟
اتى اليها الصوت من جديد
هلمى يا من تمنيتها
ومنذ زمن طويل انتظرتها
تعالى .....هاكِ كفوفى
فوق الغيم ممدوده
سيرى فوقها ولا تبالى
اغفي فوقها وبسهادى لليالى لا تبالى
انى بهنائك مكتفى
انى لرضاكى ساعى
اجعلى وسادتك ذراعى
ودثارك خوفى عليكى والتياعى
ها انا من عمق ظلام الفيافى قادم
ومن جذور تاريخ الاحتياج آتى
رايت فى عينيكى اسطوره عشقى
وبين احضانك سنين فرحى
ساتوجك فى قلبى اميره
وفى جنباتى ستكونى الاثيره
ساحيا لاجلك
واموت لاجلك
واتنفس رحيق عشقك
واطعم قطرات شهدك
كل هذا وهى مازال الذهول ساكنها
تسال نفسها وتساله
من انت ؟
ومن اى زمان اتيت ؟
من عصر الفرسان ؟
من حكايات شهرزاد؟
ام من قصص الاميره النائمه والبحار سندباد؟
هل انت امير السندريللا ؟
ام انك طيف وخيال ليس الا ؟
اجابها المنادى .....الى الان لم تصدقى ؟
حتى تلك اللحظه لحبى لم تدركى ؟
ووقف بكل شجاعة الفرسان
وشق صدره فكشف عن فؤاده
وقال لها تعالى ....
انظرى لترى وتعلمى
ولمقدار حبى وافتنانى توقنى
ليس هناك سواكى فى قلبى
فعشقك هو دينى ومذهبى
احببتك قبل ان اراكى
طالما انتظرتك طويلا
طالما عانيت مرارة انتظارى
يا معشوقه انحائى تعالى
سارت الحالمه صوب المنادى
عيناها لم تبرح مكانه
خائفه من ان يغيب عن ناظريها
او ان يكون ما حدث وما سمعته
قد خُـيّـــل اليها
سمعته من جديد ينادى
هيا تعالى ولا تخشى شيئا
استوطنت ربوعك
وبين حنايا ثراها زرعت زهرى
ومن اجلك حصدت حبى
وتحت اقدامك قدمته قربانا لرضائك
فااقبلى ولا تدبرى
لن يغمض لعيونى جفنا
ولن يلتمس قلبى راحة ولا دفئا
الا حين تستكينى
تلك كانت قصة امرأه حالمه
كانت تهفو للقاء احضان ناعمه
عنوانها الامان
وفحواها نسيان الالم الذى كان
فقابلت قلب مَلك هبط عليها من السماء
لم يرتضى لها الشقاء
ومن اجل رضاها تكبل كل العناء
ايتها الحالمه قلب ملاكك افتديه
بالعمر والقلب وما فيه
فوالله يستحق اكثر
بل ان اكثر من هذا لن يكفيه
وحقه لن يوفيه
