- حدث أن قالت لي صديقة مرة بأنها لا تريد أن تعرف إن كان زوجها يخونها.....وتفضل أن تبقى على جهلها بدلاً من مواجهة حقيقة قد لا تستطيع العيش معها....!!
- حدث أن واجهت مديري مرّة........بسؤال.....فأجابني بعلة النسيان.....فخرجت وأنا أسأل نفسي ....هل حقا نسي في غمرة مسؤولياته أم أنه كاذب .....وتذكرت بأنه في عالم الساسة والسلطة .....لا وجود للكذب ....إنها دبلوماسية الذئاب.......!!
- حدث أن صرّح رجل أمامي عندما قلت بان الخيانة تجرح....تكسر ......تؤذي ....الطرف الآخر......
بقوله(ما يجهله الطرف الآخر لا يؤذيه).....
- حدث أن قالت لي امرأة....أجبرها والدها على الزواج من رجل لا تحبه ......بصراخه في وجهها بحقيقة أنها عبء عليه وعلى العائلة......وبأنها غير جميلة ولن تجد رجلاً آخر....ينظر إليها ..........فصدقته.....
ناسية بان الحقيقة ليست فقط ما يتفوه به الآخرون
-حدث أن طفلي الصغير يطلب لعبة كلما مررنا بجانب محل ألعاب ....وهذا يعني بأن علي أن أشتري له لعبة كل يوم وبحسبة صغيرة سيقودني طفلي الحبيب للإفلاس وتذرعت لطفلي بشتى الأعذار ......عمو البياع ما بيبيعنا .....عمو البياع مسكر .........عمو البياع معصب.....ومرة خطر لي أن أقول الحقيقة وتفاجأت أن أشفق طفلي ذو الثلاث سنوات على جيبتي ......واقتنع !!!
لكن حين أقول له بأني أريد شراء أي شيء آخر يفاجئني بعبارة (على أساس ما معك مصاري )....فأضحك من كذبي !
لم أستطع في حياتي نسيان موقف قرأته في رواية الأم لمكسيم غوركي عندما يعود الابن وهو الملحد ويرى أمه العجوز تصلي فيشفق عليها من الحقيقة التي يعرفها هو ويتركها للحقيقة الوحيدة التي تؤمن بها وتعيش لأجلها في نهاية حياتها ...وهي وجود الله.......
ألم يعتقد الماركيز عندما كانت ابنته ذات الثلاثة عشر عاماً .....تكذب بسلاسة .....وكأنها تقول الحقيقة .....
بأنها ربما ستصبح شاعرة..........(من رواية الحب وشياطين أخرى )!!
وسألت نفسي لماذا نحتفل بالأول من نيسان كعيد للكذب ولم نحتفل به كعيد للحقيقة.....هل الكذب أكثر رومانتيكية ......من الحقيقة .......
وهل نستطيع العيش دوماً مع الحقيقة أم أننا في أحيان كثيرة نفضل النوم على وسادة من الأكاذيب .......هل في حياتنا متسع لمرارة الحقيقة....!!!!!
ألم نتحاشى النظر في المرآة مرات كثيرة خوفاً من أن تخبرنا حقائق قد لا نستطيع الاستمرار معها......!!!
أليس من الغباء أن ننظر للحياة على أنها ازدواجية
الأبيض والأسود.....حيث يوجد الرمادي...
الحب والكره.....حيث توجد الألفة...
الكذب والحقيقة......حيث يوجد شيء ثالث غامض يقبع في مكان ما من أعماقنا ينتشلنا من قسوة الحقائق والأكاذيب...ويزرعنا في حدائق الحلم ........انه الإحساس !!!!
حدث أن جلس رجل بجانبي.........بينما تنساب كلمات ميادة بسيليس في أذني ساحرة مغوية......(كذبك حلو ...شو حلو لما كنت شي كذبة بحياتك)
سألني ....لماذا تحب النساء أن يكذب عليهن الرجال ؟!......
نظرت إليه....وعالم كامل ترتسم صورته في خيالي فلا أدري بماذا أجيب.........فأصمت.....!!
ألم تسحرني فيروز عندما غنت (تعا ولا تجي واكذب علي ....الكذبة مش خطية .....قلي انو رح تجي وتعا ولا تجي.....)!!