عاد العثمانيين لاحتلال سوريا بعد رحيل الماليك و سيطروا على كل المناطق باستثناء الجبل و قد سار اليه والي دمشق محمد القبرصي لاجباء الاموال الاميرية فاستعد له الدروز و من خبرتهم في الحرب قرروا ان لا يكون الجبل مسرحا" للمعارك و حشدوا بيارقهم الحربية قرب ازرع حيث فاجئوا جيش محمد القبرصي هناك و لم تدم المعركة سوى ساعات عام 1852 حتى هزم الجيش التركي بسرعة مخلفا" كل اسلحته و قتلاه في الميدان وتعود الهزيمة السريعة الى مفاجأة الموحدين لهم حيث اعتقد الاتراك ان الدروز سيتحصنون بالجاة من جهة و من جهة اخرى هزموا بسهولة بسبب سطوة سيط الدروز و رعب المجندين منهم حيث فر في اول ساعة للقتال اكثر من نصف الجيش..
و سميت تلك المعركة بذبحة ساري عسكر.
و لما كان جبل الموحدين عصيا" عليهم فقد قرروا ارهاقه بحروب مع جيرانه ليتمكنوا من احتلاله بصفة وسيط يفرض الامن خصوصا" بعد رفض كثير من قادة الجيوش العثمانية قيادة الحرب هناك ثانية" فعمد الاتراك لاثارة الفتن بتسليح عشائر البدو و اغرائهم على استعادة غربي الجبل الخصب الذي احتله الدروز و ارسل اليهم الباب العالي جيز لهم تطهير الجبل من الموحدين عندها جمع زعيم البدو اعيان المنطقة و العشائر و اتفقوا على الحرب و كان من بين الحاضرين مسيحي من آل قنديل المعروفين بعشقهم لابناء الجبل فأوصل الخبر الى الشيخ ابو علي الحناوي و ما كان من الشيخ الا ان جمع زعماء البيارق و اتفقوا على كتمان علمهم و استعدادهم.
اكتمل استعداد العشائر و البدو و لثقتهم بالنصر بسبب ضخامة عددهم و الاسلحة التركية الوفيرة قرروا ارسال عطفة " مع الجيش و العطفة هي حسناء عذراء تسير مع الجيش للشد من عزيمته و الاستقتال في الحرب لدرء العار و انتخبوا ابنة المذيب اخو الشيخ لتكون العطفة و وزعوا حولها اشد و اضخم المقاتلين لحمايتها و ألبسوها الثياب الجميلة و الحلي البراقة و وضعوها على هودج يحمله جمل و جعلوا الهودج يتوسط جيشهم الجرار.
انطلق الجيش باتجاه الجبل و تحصن عند نبع عامر في اطراف اللجاة و نظموا صفوفهم و فرق هجومهم على ان يبقى الجيش الرئيسي في نبع عامر كنقطة لا عودة وكانت بيارق الدروز قد شكلت محورا" دفاعيا" امتد من قرية جرين حتى اطراف قرية الدويرة مرورا" بلبين و حران و اتفقوا ان يمشي الفرسان الخيالة في المناطق السهلة و المقاتلين المشاة في وعر اللجاة و يهاجموا الجيش من الجنوب و الشرق و اختص الشيخ ابو علي الحناوي و جماعته بمهاجمة حماة العطفة و اختراق الجيش ..
:::::وبدأ القتال الشديد بين المقاتلين و ترى بني معروف كالنسور الجارحة و هم من تربوا على الحرب و الدم يخترقون كتائب المهاجمين و يعملون فيها تقتيلا"::::
:::::ترى أشبالهم تقفز بين صخور اللجاة كالذئاب الكاسرة حتى اخذت الدماء تقتطر من ملابسهم و كأنها مغسولة بالدم و هنا و هناك ترى عراكات الايادي و بنو معروف يكسرون الرقاب و الرؤوس على حجارة اللجاة الرمادية:::::
مضت الساعة الاولى و بدأ النصر واضحا" للدروز رغم تفوق المهاجمين عددا" و عدة ثم وصل الشيخ ابو علي و جماعته الى مركز الجيش و ابادوا حماة العطفة عن بكرة ابيهم فقفز المقاتل المرحوم وهبة جزان بجوادة و ضرب قائد الهودج بسيفه ففصل كتفه عن جسمه و قطع رقبة الجمل و قائمة الهودج فسقطت عنه.
وعندما شاهد الجيش ما حصل لحماة الهودج دب في قلوبهم الرعب و الوهن و بدأوا يتراجعون أمام هجوم الدروز الكاسح و أخلوا تحصيناتهم و حلت بهم هزيمة نكراء و من سلم من القتل كان نصيبه جروحا" قاتلة و من سلم من الجروح القى سلاحه و اطلق ساقيه للريح ..
انتصر الدروز .. انتصر من يدافع عن حقه في الوجود .. انتصر من يقدر قيمة كل ذرة تراب و حجر في ارضه الغالية وانكسر من غرر به الاتراك .. انكسر من لم يقرأ تاريخ الموحدين و لم يسأل حدة سيوفهم و استهتارهم بالموت ....
عاد البيارق الدرزية منتشية من انتصارها و اخذت معها العطفة و قد اوصاهم الشيخ الحناوي رحمه الله بالمحافظة عليها و صون كرامتها لانها أمانة وبنو معروف هم أهل الامانة.
بعد يومين على انتهاء المعركة اتت والدة العطفة الى الجبل و قصدت دار الشيخ الحناوي للاستفسار عما حل بابنتها و فوجئت بما رأته؟؟؟
حيث وجدت ابنتها سالمة" مكرمة" لم تمسها يد حتى ان الغبار الذي علق على ثوبها يوم سقطت عن الهودج ما زال عليها بدليل انها سلمت حتى من اللمس و مصاغها و حليها على حاله فدمعت عيناها و ضمت ابنتها و قالت بصوت عال :::::: والله لو سقطت بين قومي لما سلمت كما حفظها بني معروف :::::::: و شكرت الشيخ ابو علي رحمه الله و عادت بابنتها مع حراس من الدروز رافقوها حتى قرية نوى و قد اوصاها الشيخ الحناوي ان تقول لوالدها:
يا أعمى العيـــــــون .. العطفة لســت قدها
العطفة لآبن شعلان .. بالحرب ما انتم قدها
عرفت هذه المعركة بإسم مذبحة أمسكي و حدثت عام ١٨٥٧ و بعدها سعى مشايخ العشائر الى عبدالرحمن باشا والي دمشق ليصلح بينهم و بين الدروز و تم الصلح في قرية نوى في درعا.
لقد كان الدروز يصادقون من يسالمهم و يقاتلون من يعاديهم لآن ما جبلت عليه انفسهم من إباء و شمم كان يعرضهم للاقتتال مع المعتدين فهم قوم ألغوا كلمة الخضوع من قواميسهم و استبدلوها بالكبرياء.
من جالنا بشر ترانــــا له نزيل ... لا نشيل همه و لو يريد الطرادي
واللي بنوا لنـا شرك و تحاييل ... نبني لهم شركا" قوي العضـادي
و من جالنا بخير ترانا له نميل ... و نعز شـــانه في جميع البوادي
و سميت تلك المعركة بذبحة ساري عسكر.
و لما كان جبل الموحدين عصيا" عليهم فقد قرروا ارهاقه بحروب مع جيرانه ليتمكنوا من احتلاله بصفة وسيط يفرض الامن خصوصا" بعد رفض كثير من قادة الجيوش العثمانية قيادة الحرب هناك ثانية" فعمد الاتراك لاثارة الفتن بتسليح عشائر البدو و اغرائهم على استعادة غربي الجبل الخصب الذي احتله الدروز و ارسل اليهم الباب العالي جيز لهم تطهير الجبل من الموحدين عندها جمع زعيم البدو اعيان المنطقة و العشائر و اتفقوا على الحرب و كان من بين الحاضرين مسيحي من آل قنديل المعروفين بعشقهم لابناء الجبل فأوصل الخبر الى الشيخ ابو علي الحناوي و ما كان من الشيخ الا ان جمع زعماء البيارق و اتفقوا على كتمان علمهم و استعدادهم.
اكتمل استعداد العشائر و البدو و لثقتهم بالنصر بسبب ضخامة عددهم و الاسلحة التركية الوفيرة قرروا ارسال عطفة " مع الجيش و العطفة هي حسناء عذراء تسير مع الجيش للشد من عزيمته و الاستقتال في الحرب لدرء العار و انتخبوا ابنة المذيب اخو الشيخ لتكون العطفة و وزعوا حولها اشد و اضخم المقاتلين لحمايتها و ألبسوها الثياب الجميلة و الحلي البراقة و وضعوها على هودج يحمله جمل و جعلوا الهودج يتوسط جيشهم الجرار.
انطلق الجيش باتجاه الجبل و تحصن عند نبع عامر في اطراف اللجاة و نظموا صفوفهم و فرق هجومهم على ان يبقى الجيش الرئيسي في نبع عامر كنقطة لا عودة وكانت بيارق الدروز قد شكلت محورا" دفاعيا" امتد من قرية جرين حتى اطراف قرية الدويرة مرورا" بلبين و حران و اتفقوا ان يمشي الفرسان الخيالة في المناطق السهلة و المقاتلين المشاة في وعر اللجاة و يهاجموا الجيش من الجنوب و الشرق و اختص الشيخ ابو علي الحناوي و جماعته بمهاجمة حماة العطفة و اختراق الجيش ..
:::::وبدأ القتال الشديد بين المقاتلين و ترى بني معروف كالنسور الجارحة و هم من تربوا على الحرب و الدم يخترقون كتائب المهاجمين و يعملون فيها تقتيلا"::::
:::::ترى أشبالهم تقفز بين صخور اللجاة كالذئاب الكاسرة حتى اخذت الدماء تقتطر من ملابسهم و كأنها مغسولة بالدم و هنا و هناك ترى عراكات الايادي و بنو معروف يكسرون الرقاب و الرؤوس على حجارة اللجاة الرمادية:::::
مضت الساعة الاولى و بدأ النصر واضحا" للدروز رغم تفوق المهاجمين عددا" و عدة ثم وصل الشيخ ابو علي و جماعته الى مركز الجيش و ابادوا حماة العطفة عن بكرة ابيهم فقفز المقاتل المرحوم وهبة جزان بجوادة و ضرب قائد الهودج بسيفه ففصل كتفه عن جسمه و قطع رقبة الجمل و قائمة الهودج فسقطت عنه.
وعندما شاهد الجيش ما حصل لحماة الهودج دب في قلوبهم الرعب و الوهن و بدأوا يتراجعون أمام هجوم الدروز الكاسح و أخلوا تحصيناتهم و حلت بهم هزيمة نكراء و من سلم من القتل كان نصيبه جروحا" قاتلة و من سلم من الجروح القى سلاحه و اطلق ساقيه للريح ..
انتصر الدروز .. انتصر من يدافع عن حقه في الوجود .. انتصر من يقدر قيمة كل ذرة تراب و حجر في ارضه الغالية وانكسر من غرر به الاتراك .. انكسر من لم يقرأ تاريخ الموحدين و لم يسأل حدة سيوفهم و استهتارهم بالموت ....
عاد البيارق الدرزية منتشية من انتصارها و اخذت معها العطفة و قد اوصاهم الشيخ الحناوي رحمه الله بالمحافظة عليها و صون كرامتها لانها أمانة وبنو معروف هم أهل الامانة.
بعد يومين على انتهاء المعركة اتت والدة العطفة الى الجبل و قصدت دار الشيخ الحناوي للاستفسار عما حل بابنتها و فوجئت بما رأته؟؟؟
حيث وجدت ابنتها سالمة" مكرمة" لم تمسها يد حتى ان الغبار الذي علق على ثوبها يوم سقطت عن الهودج ما زال عليها بدليل انها سلمت حتى من اللمس و مصاغها و حليها على حاله فدمعت عيناها و ضمت ابنتها و قالت بصوت عال :::::: والله لو سقطت بين قومي لما سلمت كما حفظها بني معروف :::::::: و شكرت الشيخ ابو علي رحمه الله و عادت بابنتها مع حراس من الدروز رافقوها حتى قرية نوى و قد اوصاها الشيخ الحناوي ان تقول لوالدها:
يا أعمى العيـــــــون .. العطفة لســت قدها
العطفة لآبن شعلان .. بالحرب ما انتم قدها
عرفت هذه المعركة بإسم مذبحة أمسكي و حدثت عام ١٨٥٧ و بعدها سعى مشايخ العشائر الى عبدالرحمن باشا والي دمشق ليصلح بينهم و بين الدروز و تم الصلح في قرية نوى في درعا.
لقد كان الدروز يصادقون من يسالمهم و يقاتلون من يعاديهم لآن ما جبلت عليه انفسهم من إباء و شمم كان يعرضهم للاقتتال مع المعتدين فهم قوم ألغوا كلمة الخضوع من قواميسهم و استبدلوها بالكبرياء.
من جالنا بشر ترانــــا له نزيل ... لا نشيل همه و لو يريد الطرادي
واللي بنوا لنـا شرك و تحاييل ... نبني لهم شركا" قوي العضـادي
و من جالنا بخير ترانا له نميل ... و نعز شـــانه في جميع البوادي