ولد سلطان باشا الأطرش في قرية القريّا في محافظة السويداء عام 1886م وينحدر من عائلة مناضلة ومناهضة للاستعمار، فكان والده المجاهد ذوقان الأطرش مؤسس المشيخة الطرشانية قائداً للعديد من الثورات والمعارك ضد الأتراك وأُعدم شنقا عام 1911.
خاض سلطان باشا الأطرش أول معاركه مع والده وكان عمره آنذاك ثمانية عشر عاماً.وبعدها سافر إلى رومانيا ليؤدي الخدمة العسكرية ثم عاد إلى سورية وقام بالعديد من الاتصالات مع حركات المقاومة ضد الأتراك وبفضله أصبحت قريته القريّا معقلاً للمناضلين والثوار ضد الحكم التركي.
منحه لقب الأمير ورتبة الفريق في الجيش العربي
بعد خروج الحكم التركي من الأراضي السورية عين الملك فيصل ملكاً على سورية وكان سلطان باشا الأطرش في طليعة الثوار الذين قدموا إلى دمشق ليعلنوا استقلالها،فقام الملك فيصل بمنحه لقب الأمير وحصل على رتبة فريق في الجيش العربي عام 1916 ليصبح بعدها علماً من أعلام الوطن بدفاعه وذوده عن ترابها.
التحضيرات للثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين
كان سلطان باشا الأطرش من أبرز المعارضين للانتداب الفرنسي وسرعان ما جهز قوة للقائهم في ميسلون لكنه تفاجئ بخسارة الجيش العربي في معركة ميسلون واستشهاد وزير الدفاع وقائد الجيش يوسف العظمة. وتفاقم الوضع بعدها وازداد النفوذ الفرنسي في المنطقة
مما اضطره للجوء إلى الأردن بعد هدم منزله ومحاصرة السويداء من قبل الفرنسيين ليقوم بإعداد العدة لموقعة الحسم.
قائداً للثورة السورية الكبرى
بعد سنتين عاد السلطان إلى جبل الدروز ليلقى حفاوة من الشعب السوري قل نظيرها. فقام بإعداد الثورة السورية الكبرى واتصل بكافة الثوار في المناطق السورية ليعلنوا تأييدهم له وتم تعيينه قائداً لهذه الثورة عام 1925 وهو عام انطلاق الثورة.
أسباب الثورة السورية الكبرى
كان من أبرز الأسباب التي أدت لقيام الثورة اضطهاد الفرنسيين للأهالي وعدم احترامهم للعادات والتقاليد. بالإضافة إلى نقمة أهالي جبل الدروز على فصل الجبل عن سورية الأم والأوضاع المعيشة السيئة في ظل الانتداب الفرنسي.
أحداث الثورة السورية الكبرى
بدأت أحداث الثورة في جبل الدروز،حيث بدأ سلطان باشا الأطرش بحث الناس على المقاومة ورفض الاحتلال وقام بجمع الثوار والهجوم على منطقة صلخد في تموز 1925 وأوقعوا خسائر عديدة في صفوف الفرنسيين بعد معركة ضارية وتم قتل قائد الفرنسيين الجنرال نورمان بعد معركة الكفر.وبعدها قام السلطان باشا الأطرش بإعلان الثورة رسمياً ضد الفرنسيين في آب 1925.فانضمت مدن سوريّة عديدة إلى الثورة منها دمشق وحمص وحماه،وكان من أبرز المعارك التي انتصر بها السلطان معركة المزرعة ومعركة صلخد والمسيفرة والسويداء وغيرها الكثير.
شعر الفرنسيون بقوة الثورة وانتشارها فعرضوا على السلطان استقلال الجبل وتوليته حاكماً عليه وتشكيله دولة مستقلة إلا أنه رفض رفضاً تاماً معلناً رغبته في الوحدة الوطنية الكاملة.
نهاية الثورة السورية الكبرى
لم يكن للفرنسيين إلى الحل العسكري،فقاموا بإنزال آلاف الجنود مدججين بالسلاح الحديث في لبنان وسورية للقضاء على الثورة مقابل قلة إمكانيات الثوار وأسلحتهم،فأعاد الفرنسيون السيطرة على العديد من المناطق التي حررتها الثورة وحكموا على السلطان باشا الأطرش بالإعدام. إلى انه تمكن مع ما بقي من الثوار بالالتجاء إلى الأردن والإقامة هناك لمدة عشر سنوات. وعاد بعدها الى سورية عام 1937 ليستقبل استقبالا حافلا كأحد الإبطال القوميين في سورية والوطن العربي.
نتائج الثورة
1- ألزمت الثورة الفرنسيين بعدم تقسيم سورية إلى دويلات
2- قامت السلطات الفرنسية مرغمة على قبول إجراء انتخابات تكون فيها المعارضة وفازت المعارضة بالانتخابات بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي
3- عينت القوات الفرنسية المفوض السامي دي جوفينيل بدل الجنرال ساراي
4- قامت بقصف دمشق بالمدفعية وبالطيران يوما كاملاً
حياته بعد الثورة
كان من أبرز الأعمال التي قام بها سلطان باشا الأطرش هو مشاركته في الانتفاضة السورية عام 1945 ضد الاحتلال الفرنسي حتى إخراجهم نهائيا من سورية. بالإضافة إلى دعمه لقضية الشعب الفلسطيني من خلال الإعداد لحرب عام 1948.
رفض سلطان باشا الأطرش حكم الشيشكلي فتعرض إلى ضغوط عديدة جعلته مجبراً للذهاب إلى الأردن وعاد إلى سورية بعد انتهاء ذلك الحكم الدكتاتوري.
ووقف إلى جانب الانتفاضة في لبنان عام 1958 بقيادة الزعيم الدرزي كمال جنبلاط ضد حكم كميل شمعون. وأيد الوحدة بين سورية ومصر في نفس العام.
سلطان باشا الأطرش مكرماً من الرؤساء
قام الرئيس جمال عبد الناصر بتقليد السلطان باشا الأطرش أعلى وسام في الجمهورية العربية المتحدة خلال زيارته إلى محافظة السويداء.
كما قام القائد الراحل حافظ الأسد بتكريمه لدوره التاريخي في قيادة نضال سورية.
رحيل يليق بالأبطال
عانى سلطان باشا الأطرش من أزمة قلبية أودت بحياته،وقام بتشييع جثمانه الملايين من جماهير الوطن معزية رحيل بطلاً من أبطال سورية ورمزاً للحرية والاستقلال وقام الرئيس الخالد حافظ الأسد بتعزيته شخصياً.
اليوم هنالك العديد من الصروح التي تخلد ذكرى قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.
إعداد: حسام الزير
خاض سلطان باشا الأطرش أول معاركه مع والده وكان عمره آنذاك ثمانية عشر عاماً.وبعدها سافر إلى رومانيا ليؤدي الخدمة العسكرية ثم عاد إلى سورية وقام بالعديد من الاتصالات مع حركات المقاومة ضد الأتراك وبفضله أصبحت قريته القريّا معقلاً للمناضلين والثوار ضد الحكم التركي.
منحه لقب الأمير ورتبة الفريق في الجيش العربي
بعد خروج الحكم التركي من الأراضي السورية عين الملك فيصل ملكاً على سورية وكان سلطان باشا الأطرش في طليعة الثوار الذين قدموا إلى دمشق ليعلنوا استقلالها،فقام الملك فيصل بمنحه لقب الأمير وحصل على رتبة فريق في الجيش العربي عام 1916 ليصبح بعدها علماً من أعلام الوطن بدفاعه وذوده عن ترابها.
التحضيرات للثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين
كان سلطان باشا الأطرش من أبرز المعارضين للانتداب الفرنسي وسرعان ما جهز قوة للقائهم في ميسلون لكنه تفاجئ بخسارة الجيش العربي في معركة ميسلون واستشهاد وزير الدفاع وقائد الجيش يوسف العظمة. وتفاقم الوضع بعدها وازداد النفوذ الفرنسي في المنطقة
مما اضطره للجوء إلى الأردن بعد هدم منزله ومحاصرة السويداء من قبل الفرنسيين ليقوم بإعداد العدة لموقعة الحسم.
قائداً للثورة السورية الكبرى
بعد سنتين عاد السلطان إلى جبل الدروز ليلقى حفاوة من الشعب السوري قل نظيرها. فقام بإعداد الثورة السورية الكبرى واتصل بكافة الثوار في المناطق السورية ليعلنوا تأييدهم له وتم تعيينه قائداً لهذه الثورة عام 1925 وهو عام انطلاق الثورة.
أسباب الثورة السورية الكبرى
كان من أبرز الأسباب التي أدت لقيام الثورة اضطهاد الفرنسيين للأهالي وعدم احترامهم للعادات والتقاليد. بالإضافة إلى نقمة أهالي جبل الدروز على فصل الجبل عن سورية الأم والأوضاع المعيشة السيئة في ظل الانتداب الفرنسي.
أحداث الثورة السورية الكبرى
بدأت أحداث الثورة في جبل الدروز،حيث بدأ سلطان باشا الأطرش بحث الناس على المقاومة ورفض الاحتلال وقام بجمع الثوار والهجوم على منطقة صلخد في تموز 1925 وأوقعوا خسائر عديدة في صفوف الفرنسيين بعد معركة ضارية وتم قتل قائد الفرنسيين الجنرال نورمان بعد معركة الكفر.وبعدها قام السلطان باشا الأطرش بإعلان الثورة رسمياً ضد الفرنسيين في آب 1925.فانضمت مدن سوريّة عديدة إلى الثورة منها دمشق وحمص وحماه،وكان من أبرز المعارك التي انتصر بها السلطان معركة المزرعة ومعركة صلخد والمسيفرة والسويداء وغيرها الكثير.
شعر الفرنسيون بقوة الثورة وانتشارها فعرضوا على السلطان استقلال الجبل وتوليته حاكماً عليه وتشكيله دولة مستقلة إلا أنه رفض رفضاً تاماً معلناً رغبته في الوحدة الوطنية الكاملة.
نهاية الثورة السورية الكبرى
لم يكن للفرنسيين إلى الحل العسكري،فقاموا بإنزال آلاف الجنود مدججين بالسلاح الحديث في لبنان وسورية للقضاء على الثورة مقابل قلة إمكانيات الثوار وأسلحتهم،فأعاد الفرنسيون السيطرة على العديد من المناطق التي حررتها الثورة وحكموا على السلطان باشا الأطرش بالإعدام. إلى انه تمكن مع ما بقي من الثوار بالالتجاء إلى الأردن والإقامة هناك لمدة عشر سنوات. وعاد بعدها الى سورية عام 1937 ليستقبل استقبالا حافلا كأحد الإبطال القوميين في سورية والوطن العربي.
نتائج الثورة
1- ألزمت الثورة الفرنسيين بعدم تقسيم سورية إلى دويلات
2- قامت السلطات الفرنسية مرغمة على قبول إجراء انتخابات تكون فيها المعارضة وفازت المعارضة بالانتخابات بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي
3- عينت القوات الفرنسية المفوض السامي دي جوفينيل بدل الجنرال ساراي
4- قامت بقصف دمشق بالمدفعية وبالطيران يوما كاملاً
حياته بعد الثورة
كان من أبرز الأعمال التي قام بها سلطان باشا الأطرش هو مشاركته في الانتفاضة السورية عام 1945 ضد الاحتلال الفرنسي حتى إخراجهم نهائيا من سورية. بالإضافة إلى دعمه لقضية الشعب الفلسطيني من خلال الإعداد لحرب عام 1948.
رفض سلطان باشا الأطرش حكم الشيشكلي فتعرض إلى ضغوط عديدة جعلته مجبراً للذهاب إلى الأردن وعاد إلى سورية بعد انتهاء ذلك الحكم الدكتاتوري.
ووقف إلى جانب الانتفاضة في لبنان عام 1958 بقيادة الزعيم الدرزي كمال جنبلاط ضد حكم كميل شمعون. وأيد الوحدة بين سورية ومصر في نفس العام.
سلطان باشا الأطرش مكرماً من الرؤساء
قام الرئيس جمال عبد الناصر بتقليد السلطان باشا الأطرش أعلى وسام في الجمهورية العربية المتحدة خلال زيارته إلى محافظة السويداء.
كما قام القائد الراحل حافظ الأسد بتكريمه لدوره التاريخي في قيادة نضال سورية.
رحيل يليق بالأبطال
عانى سلطان باشا الأطرش من أزمة قلبية أودت بحياته،وقام بتشييع جثمانه الملايين من جماهير الوطن معزية رحيل بطلاً من أبطال سورية ورمزاً للحرية والاستقلال وقام الرئيس الخالد حافظ الأسد بتعزيته شخصياً.
اليوم هنالك العديد من الصروح التي تخلد ذكرى قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.
إعداد: حسام الزير