الرئيسية
[b][i]
إخواني و أخواتي في إحدى الجلسات في واحد من مجالس بني معروف
كانت تروى سالفة عن رجل استجار به احدهم و فداه بما ملك و
حال
بينه و بين أعدائه و سطع نجمه من هذه الحادثة, فقال احد
الحاضرين و الله انه بخيت اللي الله ساقله هالرجل (بخيت تعني
محظوظ) .
و هذه القصة التي سأرويها هي و الحمد لله من بخت بني معروف الطيب
و قد دارت أحداثها في عام 1904 و كان أساسها الأمير سلطان بن
حمود آل الرشيد احد أمراء إمارة شمر في حايل .
الأمير سلطان بن حمود بن عبيد بن علي الرشيد ثامن أمير للإمارة
استلم الحكم في عام 1906 و أما أحداث قصتنا فجرت عام 1904 أي
في عهد الأمير عبد العزيز بن متعب بن عبد لله الرشيد الملقب
بالجنازة .
و حدث أن دعا السلطان العثماني في الأستانة الأمير سلطان
لزيارته و ذلك أمر طبيعي لأمراء إمارة تولي الولاء للدولة
العثمانية , و فعلا لبى الامير سلطان الدعوة مصطحبا معه الهدايا
للسلطان و من ضمنها اربع خيول عربية اصيلة كريمة و تم الاتفاق
على ان يتم نقله من بيروت بحراً الى الاستانة و هكذا ذهب الامير الى
دمشق و منها الى بيروت .
في بيروت تصادف وصول الامير اليها مع وجود التاجر النجدي الشهير
ابن بسام من عقيل هناك و على ما ذكر انه لم يكن على علاقة
طبية مع آل الرشيد و قد اسر له مفوض بيروت العثماني بان
السلطان العثماني ارسل بطلب الامير ليس حبا ً به و انما يريد
قتله ( و على ما يبدو ان ذلك مبني على وشاية لا ندري من دبرها
اهو الامير الجنازة ام احد غيره ) و هنا ابت النخوة العربية في
نفس ابن بسام الا ان يخبر الامير بذلك و فعلا اوصل له الخبر ليقع
الامير سلطان في حيرة من امره فنصحه ابن بسام ان يتجه فورا الى
دمشق الى آل المهايني و هناك هم سيدبروا امر هروبه من يد
الاتراك و هذا ما حصل اذ غادر الامير سلطان بيروت سراً الى دمشق
ليصل الى آل المهايني و اخبرهم بما جرى فاجتمع راي كبارهم على ان
يتم ارشاده و ايصاله الى جبل حوران معقل بني معروف لانهم
الوحيدون القادرون على حمايته بحكم عصيانهم الدائم للعثمانيين .
في اسواق الشام بحثوا عن احد التجار المعروفيين ليرسلوا الامير
سلطان معه الى الجبل و فعلا تم الالتقاء بالتاجر شمس الدين ابو
طافش و كل هذا يحدث و قد وصل الاخبار الى والي دمشق ناظم باشا
بالقبض عليه الا انه استطاع الخروج من دمشق قبل القبض عليه و
بعد تامين مع التاجر شمس الدين مضت القافلة الى الجنوب و انحرفت
في طريقها الى شرق الطريق المعتاد خوفنا من الاقتراب من قلعة
براق التي يوجد فيها حامية تركية مكونة من الف جندي الى ان
اوصله الى اول محطة له في الجبل و اخبره ان ينزل عند الشيخ واكد
زهر الدين في الصورة الكبيرة و اكمل طريقه.
استدل الامير و من معه على منزل الشيخ واكد و طبعا عندما
اقبلوا على مضافة الشيخ واكد اخبر بقدوم الضيوف فخرج
يستقبلهم فراى عبدين يساعدان الامير على النزول عند ذلك ادرك
ان ضيفه ليس باي انسان فرحب بهم على عادة العرب و ادخلهم
الامير و الخطيب ( اي الكاتب ) و العبدين و و امر بذبح
الذبائح ,طبعا في هذه الاثناء كان لا يزال البحث جارياً عن الامير
و قد عُرف الى اين توجه فارسل في اثره فرقتين من الجند تسمى
صواري و الصاري فرقة مؤلفة من ستين خيال, طبعا طوق الجند دار
واكد زهر الدين و ترجل قائد الصواري و دخل مضافة واكد و معه
ستة اشخاص من ضمنهم ثلاثة ضباط و معهم حسين زاعور و هو من بني
معروف الا انه موظف في الحكومة التركية الذي اخبر الشيخ واكد ان
الحملة اتت للقبض على ابن الرشيد و انه لا مجال للمقاومة و اذا
قام بتسليمه سوف يحصل على جائزة مالية مقدارها الفا ليرة
ذهبية .
و يروي المجاهد نايف بن عجاج نصر في مخطوطاته انه بعد ان اخبره
ابن الرشيد بقصته و مع مجيء العسكر التركي قال له واكد ( ان لا
اعرف من تكون لكن اذا كنت فعلا ابن الرشيد فلا تقف عندما يدخل
القائد التركي ) و فعلا عندما دخل الاتراك لم يقف ابن الرشيد او
يتحرك فاشار واكد الى الخارج و قال للاتراك انظروا الطعام على
النار اما المكافئة فلا اريدها فنحن بخدمة السلطان و ابن
الرشيد فهو لكم لكن تاخذون واجبكم و تتغدوا ثم تذهبوا – و
يقال ان ابن الرشيد عندما سمع ذلك وقع السبيل من يده ,و
اطمئن القائد لذلك و جلس ينتظر.
في تلك اللحظات الرهيبة يستطيع كل واحد منا ان يتخيل
صعوبتها على نفس الشيخ واكد فسلطان ابن الرشيد دخيل في بيته
و العسكر يطوق المنزل فاذا لم يعطيه باللين سوف ياخذونه بالقوة
و في الحالين الدخيل سوف يقتل الا ان الله لم يغيب الحكمة عن فكر
واكد الذي اراد باطعام العسكر ان يضيع وقت الاتراك ريثما يصل
مفزاعه الى البيارق المجاورة موصيا رسله باخبار الجميع بخطورة
الموقف و ان تتجمع البيارق جنوب القرية لتدخل دفعة واحدة و
بعد وقت قصير تعالت اصوات محاربي بني معروف بالحداء و الجوفيات (
اغاني الحرب و الاعراس) ليطوقوا القوة التركية و هم عبارة عن
ستة بيارق ,عندها كان قد ارتدى واكد زهر الدين سيفه و دخل
المضافة و انتخى عند ابن الرشيد قائلا لعيناك يا اخو نورة
ابشر بعزك و عد حالك بحايل و هنا استشاط غضب القائد التركي
الذي لم يعرف ماذا يفعل فابن الرشيد ضاع من يده و هو و جنده
مهدودن بالموت فطلب الامان من الشيخ واكد لينسحب بخفي حنين و
ليبدأ استعراض بني معروف بخيلهم امام الامير سلطان الذي سر بعد
هذا الضيق و ليبقى معززا مكرما عند واكد زهر الدين مدة ثلاثة
ايام و ليجتمع راي شيوخ بني معروف على ان تكون اقامة ابن
الرشيد في عرين الشيخ مصطفى النجم الاطرش لبعده عن دمشق جنوبا
وهو عقيد خيل بني معروف .خلد الشاعر حمد المصفي هذه الحادثة
بقصيدة على لسان واكد زهر الدين و يقول :
قم يا رسل وانقل عجول الاخباري............ للابه اللـي
يزبنـوا كـل ملهـوف
الضيغمي تـوا بحمانـا استجـاري......... هاها النشامة بلغو
عيال معروف
متعقبينـه فرقتيـن(ن) صــواري......... بضباطهم وجنودهم زاي
ما تشـوف
يبون انقايـض ضيفنـا بالبـزاري............. وحنا الدخيل
نقايضه خيل وسيـوف
واليا حضر بالسوق بايـع وشـاري............ نرمي العشا للي
من الطير معيـوف
هاها النشامـا سلاحكـم والمهـاري.............. دون الدخيل
المال والعمـر متلـوف
حمر البيـارق جردوهـا جهـاري............. وماحنا بحال الترك
لو جمعها ألوف
حنا ان سرينا مبعديـن المسـاري................ وليا نزلنا
ننـزل بديـرة الخـوف
والله يا لو ما احمـر الـدم جـاري............... ياغير ياصل
ضيفنا ديـرة الجـوف
وما قدر الله عاالطـول جـاري .............المال يذهب والضنا
بعـد مخلـوف
مار الكرامه ماش دونهـا اعـذاري................ كاس الردى
ولايلحق الضيم بضيوف
و هكذا بدا ابن الرشيد الانتقال من مضيف الى اخر من عند واكد
زهر الدين الى ضيافة الشيخ حمد المغوش الى هزاع الحلبي الى وهبة
عامر الى محمد القلعاني الى حسن سلام الى طويرش علبة الى حمزة
درويش الى ضيافةآل نصار ليصل اخيرا الى الشيخ مصطفى الاطرش في
امتان و بذلك يكون قد توغل جنوبا ما يقارب مئة و عشرين
كيلومترا جنوبا بمقايس ايامنا هذه .
عند الشيخ ابو علي مصطفى الاطرش لاقى حفاوة و تكريما منقطع
النظير و اقام على شرفه الولائم كذلك ربعه داعيا له مشايخ بني
معروف , كما خصص له منزل لاقامته و افرز له خدم يقومون على
خدمته , و في يوم من الايام دخل ابو على مصطفى على ابن الرشيد
و معه ورقة ( طلحية) و قال له اختم هنا بختمك فسال ابن
الرشيد عن فحواها فقال له اختم و تعرف فختم عليها بختمه و
اذا هي وثيقة بيع تثبت بيع نصف املاك ابو علي مصطفى الاطرش من
حلال و اراضي للامير سلطان ابن الرشيد مقابل مجيدية واحدة (عملة
تركية) لكي يحس انه في بلده و لا فضل لاحد عليه ليطول مقامه الى
ثلاثة اشهر و من بعدها استأذن معزبه ليرجع الى حايل حيث ارسل
ابو علي معه رثعان ابن ماضي و يوسف زين الدين كأدلاء للطريق
و بعد وصوله حايل ارسل إلى أبو علي مصطفى الاطرش قصيدة و هدية
عبارة عن بندقية مذهبة و سيف ذهبي صادرتهم قوات الدكتاتور
اديب الشيشكلي عند اجتياح الجبل عام 1954,كما و منحه ارضاً و
نخيلاً في حايل بقيت بملكيته الى ان باعها الامير علي بن مصطفى في
سبعينات القرن الماضي.
رحمهم الله جميعا و أموات المسلمين و هذه قصيدة سلطان ابن الرشيد :
قم ياعلي ولم سلايـل وضيحـان ----- ربد من الـذروات عجـل
جفيلـه
ليا سوهجن ربـد ٍ بليـات دخـان ------- خطاة ريـم شـاف
بالـدو زيلـه
دن الركاب وهد من قصر بـرزان ----- يموم ضلـع عالنوايـف
طويلـه
ضلع تشامخ من مشاريف حـوران ----- هو منوة المضيوم عـز
النزيلـه
عم السلام وخص لي سربة امتان ------ وابو علـي حمـال درك
الدبيلـه
وسيوف واكد من بيارق وفرسـان ------ نعميـن ربـع معذييـن
دخيـلـه
ان اشهد ان ساسكم ساس قحطان------- وان اشهد انكم مـن ذواد
القبيلـه
وللـوازم بعدكـم كايـن كــان ----------- ولا للكرامه كـل
صـرح ضليلـه
يوم علينا حوضبت اربـع اركـان --------- تقطعـت وذم الـدلا
مـن مشيلـه
جونا سرايا الكيد مـن ال عثمـان ------- وبعيونهم تقرى
الغـدر والدغيلـه
حاطو بنا مايحوط خمسك بفنجـان ------- وبات الفرج عسر على كل
حيلـه
نحرت عاني لابة من هـل الشـان ------- بيض العمايـم كاسبيـن
النفيلـه
عاداتهم حمي المغاتيـر واضعـان --------- ياليـن قبـت كـل قبـا
شليـلـه
نطاحة الكايد علـى كـل ميحـان --------- حمل الترك مامن
سواكـم يشيلـه
تطابقو عندي على الموت عيـان -------- ولاهمهم بهاجس من كثير
وقليلـه
يازينهـم يـوم تناخـو المـردان -------- وبيدينهم تلمـع
رهـاف النصيلـه
حينن لفوا والجـو عـج ودخـان --------- ياشوفهم يبـري
الكبـود العليلـه
راحت على حمر الطرابيش شردان ----- واقفوا يجرون الخـزي
والفشيلـه
فرجت كرب مالـي الصدرهيقـان ------- عدي غديت براس رغلـه
طويلـه
لا القو فاد ولا نفـع بعـد رفـان ---------- ياوسع جودك
يامنشـي المخيلـه
هم حصتي نقالة السيـف وسنـان ---------- مـار ابيهـم
بالسنيـن المحيلـه
تسعين ليله بين مقعـد وفنجـان ---------- ودسم القرى يقلط علي
كـل ليلـه
ينطح ترى الجوزى خشم ام حوران ------ ولا قلـت الا للتجـارب
حصيلـه
غنوا بها ياللي مع الـد و ركبـان -------- ماقال اخـو نـوره
كـلام هبيلـه
هذا ما توفر لدي من معلومات عن تلك الحادثة المشرفة وأرجو من
كافة الأخوة والأخوات الأعضاء المساهمين في هذا المنتدى إن لاحضو بعض
الأخطاء في سرد هذه الحادثة المشرفة التصحيح ولكم جزيل الشكر
لكم مني تحياتي فراس
إخواني و أخواتي في إحدى الجلسات في واحد من مجالس بني معروف
كانت تروى سالفة عن رجل استجار به احدهم و فداه بما ملك و
حال
بينه و بين أعدائه و سطع نجمه من هذه الحادثة, فقال احد
الحاضرين و الله انه بخيت اللي الله ساقله هالرجل (بخيت تعني
محظوظ) .
و هذه القصة التي سأرويها هي و الحمد لله من بخت بني معروف الطيب
و قد دارت أحداثها في عام 1904 و كان أساسها الأمير سلطان بن
حمود آل الرشيد احد أمراء إمارة شمر في حايل .
الأمير سلطان بن حمود بن عبيد بن علي الرشيد ثامن أمير للإمارة
استلم الحكم في عام 1906 و أما أحداث قصتنا فجرت عام 1904 أي
في عهد الأمير عبد العزيز بن متعب بن عبد لله الرشيد الملقب
بالجنازة .
و حدث أن دعا السلطان العثماني في الأستانة الأمير سلطان
لزيارته و ذلك أمر طبيعي لأمراء إمارة تولي الولاء للدولة
العثمانية , و فعلا لبى الامير سلطان الدعوة مصطحبا معه الهدايا
للسلطان و من ضمنها اربع خيول عربية اصيلة كريمة و تم الاتفاق
على ان يتم نقله من بيروت بحراً الى الاستانة و هكذا ذهب الامير الى
دمشق و منها الى بيروت .
في بيروت تصادف وصول الامير اليها مع وجود التاجر النجدي الشهير
ابن بسام من عقيل هناك و على ما ذكر انه لم يكن على علاقة
طبية مع آل الرشيد و قد اسر له مفوض بيروت العثماني بان
السلطان العثماني ارسل بطلب الامير ليس حبا ً به و انما يريد
قتله ( و على ما يبدو ان ذلك مبني على وشاية لا ندري من دبرها
اهو الامير الجنازة ام احد غيره ) و هنا ابت النخوة العربية في
نفس ابن بسام الا ان يخبر الامير بذلك و فعلا اوصل له الخبر ليقع
الامير سلطان في حيرة من امره فنصحه ابن بسام ان يتجه فورا الى
دمشق الى آل المهايني و هناك هم سيدبروا امر هروبه من يد
الاتراك و هذا ما حصل اذ غادر الامير سلطان بيروت سراً الى دمشق
ليصل الى آل المهايني و اخبرهم بما جرى فاجتمع راي كبارهم على ان
يتم ارشاده و ايصاله الى جبل حوران معقل بني معروف لانهم
الوحيدون القادرون على حمايته بحكم عصيانهم الدائم للعثمانيين .
في اسواق الشام بحثوا عن احد التجار المعروفيين ليرسلوا الامير
سلطان معه الى الجبل و فعلا تم الالتقاء بالتاجر شمس الدين ابو
طافش و كل هذا يحدث و قد وصل الاخبار الى والي دمشق ناظم باشا
بالقبض عليه الا انه استطاع الخروج من دمشق قبل القبض عليه و
بعد تامين مع التاجر شمس الدين مضت القافلة الى الجنوب و انحرفت
في طريقها الى شرق الطريق المعتاد خوفنا من الاقتراب من قلعة
براق التي يوجد فيها حامية تركية مكونة من الف جندي الى ان
اوصله الى اول محطة له في الجبل و اخبره ان ينزل عند الشيخ واكد
زهر الدين في الصورة الكبيرة و اكمل طريقه.
استدل الامير و من معه على منزل الشيخ واكد و طبعا عندما
اقبلوا على مضافة الشيخ واكد اخبر بقدوم الضيوف فخرج
يستقبلهم فراى عبدين يساعدان الامير على النزول عند ذلك ادرك
ان ضيفه ليس باي انسان فرحب بهم على عادة العرب و ادخلهم
الامير و الخطيب ( اي الكاتب ) و العبدين و و امر بذبح
الذبائح ,طبعا في هذه الاثناء كان لا يزال البحث جارياً عن الامير
و قد عُرف الى اين توجه فارسل في اثره فرقتين من الجند تسمى
صواري و الصاري فرقة مؤلفة من ستين خيال, طبعا طوق الجند دار
واكد زهر الدين و ترجل قائد الصواري و دخل مضافة واكد و معه
ستة اشخاص من ضمنهم ثلاثة ضباط و معهم حسين زاعور و هو من بني
معروف الا انه موظف في الحكومة التركية الذي اخبر الشيخ واكد ان
الحملة اتت للقبض على ابن الرشيد و انه لا مجال للمقاومة و اذا
قام بتسليمه سوف يحصل على جائزة مالية مقدارها الفا ليرة
ذهبية .
و يروي المجاهد نايف بن عجاج نصر في مخطوطاته انه بعد ان اخبره
ابن الرشيد بقصته و مع مجيء العسكر التركي قال له واكد ( ان لا
اعرف من تكون لكن اذا كنت فعلا ابن الرشيد فلا تقف عندما يدخل
القائد التركي ) و فعلا عندما دخل الاتراك لم يقف ابن الرشيد او
يتحرك فاشار واكد الى الخارج و قال للاتراك انظروا الطعام على
النار اما المكافئة فلا اريدها فنحن بخدمة السلطان و ابن
الرشيد فهو لكم لكن تاخذون واجبكم و تتغدوا ثم تذهبوا – و
يقال ان ابن الرشيد عندما سمع ذلك وقع السبيل من يده ,و
اطمئن القائد لذلك و جلس ينتظر.
في تلك اللحظات الرهيبة يستطيع كل واحد منا ان يتخيل
صعوبتها على نفس الشيخ واكد فسلطان ابن الرشيد دخيل في بيته
و العسكر يطوق المنزل فاذا لم يعطيه باللين سوف ياخذونه بالقوة
و في الحالين الدخيل سوف يقتل الا ان الله لم يغيب الحكمة عن فكر
واكد الذي اراد باطعام العسكر ان يضيع وقت الاتراك ريثما يصل
مفزاعه الى البيارق المجاورة موصيا رسله باخبار الجميع بخطورة
الموقف و ان تتجمع البيارق جنوب القرية لتدخل دفعة واحدة و
بعد وقت قصير تعالت اصوات محاربي بني معروف بالحداء و الجوفيات (
اغاني الحرب و الاعراس) ليطوقوا القوة التركية و هم عبارة عن
ستة بيارق ,عندها كان قد ارتدى واكد زهر الدين سيفه و دخل
المضافة و انتخى عند ابن الرشيد قائلا لعيناك يا اخو نورة
ابشر بعزك و عد حالك بحايل و هنا استشاط غضب القائد التركي
الذي لم يعرف ماذا يفعل فابن الرشيد ضاع من يده و هو و جنده
مهدودن بالموت فطلب الامان من الشيخ واكد لينسحب بخفي حنين و
ليبدأ استعراض بني معروف بخيلهم امام الامير سلطان الذي سر بعد
هذا الضيق و ليبقى معززا مكرما عند واكد زهر الدين مدة ثلاثة
ايام و ليجتمع راي شيوخ بني معروف على ان تكون اقامة ابن
الرشيد في عرين الشيخ مصطفى النجم الاطرش لبعده عن دمشق جنوبا
وهو عقيد خيل بني معروف .خلد الشاعر حمد المصفي هذه الحادثة
بقصيدة على لسان واكد زهر الدين و يقول :
قم يا رسل وانقل عجول الاخباري............ للابه اللـي
يزبنـوا كـل ملهـوف
الضيغمي تـوا بحمانـا استجـاري......... هاها النشامة بلغو
عيال معروف
متعقبينـه فرقتيـن(ن) صــواري......... بضباطهم وجنودهم زاي
ما تشـوف
يبون انقايـض ضيفنـا بالبـزاري............. وحنا الدخيل
نقايضه خيل وسيـوف
واليا حضر بالسوق بايـع وشـاري............ نرمي العشا للي
من الطير معيـوف
هاها النشامـا سلاحكـم والمهـاري.............. دون الدخيل
المال والعمـر متلـوف
حمر البيـارق جردوهـا جهـاري............. وماحنا بحال الترك
لو جمعها ألوف
حنا ان سرينا مبعديـن المسـاري................ وليا نزلنا
ننـزل بديـرة الخـوف
والله يا لو ما احمـر الـدم جـاري............... ياغير ياصل
ضيفنا ديـرة الجـوف
وما قدر الله عاالطـول جـاري .............المال يذهب والضنا
بعـد مخلـوف
مار الكرامه ماش دونهـا اعـذاري................ كاس الردى
ولايلحق الضيم بضيوف
و هكذا بدا ابن الرشيد الانتقال من مضيف الى اخر من عند واكد
زهر الدين الى ضيافة الشيخ حمد المغوش الى هزاع الحلبي الى وهبة
عامر الى محمد القلعاني الى حسن سلام الى طويرش علبة الى حمزة
درويش الى ضيافةآل نصار ليصل اخيرا الى الشيخ مصطفى الاطرش في
امتان و بذلك يكون قد توغل جنوبا ما يقارب مئة و عشرين
كيلومترا جنوبا بمقايس ايامنا هذه .
عند الشيخ ابو علي مصطفى الاطرش لاقى حفاوة و تكريما منقطع
النظير و اقام على شرفه الولائم كذلك ربعه داعيا له مشايخ بني
معروف , كما خصص له منزل لاقامته و افرز له خدم يقومون على
خدمته , و في يوم من الايام دخل ابو على مصطفى على ابن الرشيد
و معه ورقة ( طلحية) و قال له اختم هنا بختمك فسال ابن
الرشيد عن فحواها فقال له اختم و تعرف فختم عليها بختمه و
اذا هي وثيقة بيع تثبت بيع نصف املاك ابو علي مصطفى الاطرش من
حلال و اراضي للامير سلطان ابن الرشيد مقابل مجيدية واحدة (عملة
تركية) لكي يحس انه في بلده و لا فضل لاحد عليه ليطول مقامه الى
ثلاثة اشهر و من بعدها استأذن معزبه ليرجع الى حايل حيث ارسل
ابو علي معه رثعان ابن ماضي و يوسف زين الدين كأدلاء للطريق
و بعد وصوله حايل ارسل إلى أبو علي مصطفى الاطرش قصيدة و هدية
عبارة عن بندقية مذهبة و سيف ذهبي صادرتهم قوات الدكتاتور
اديب الشيشكلي عند اجتياح الجبل عام 1954,كما و منحه ارضاً و
نخيلاً في حايل بقيت بملكيته الى ان باعها الامير علي بن مصطفى في
سبعينات القرن الماضي.
رحمهم الله جميعا و أموات المسلمين و هذه قصيدة سلطان ابن الرشيد :
قم ياعلي ولم سلايـل وضيحـان ----- ربد من الـذروات عجـل
جفيلـه
ليا سوهجن ربـد ٍ بليـات دخـان ------- خطاة ريـم شـاف
بالـدو زيلـه
دن الركاب وهد من قصر بـرزان ----- يموم ضلـع عالنوايـف
طويلـه
ضلع تشامخ من مشاريف حـوران ----- هو منوة المضيوم عـز
النزيلـه
عم السلام وخص لي سربة امتان ------ وابو علـي حمـال درك
الدبيلـه
وسيوف واكد من بيارق وفرسـان ------ نعميـن ربـع معذييـن
دخيـلـه
ان اشهد ان ساسكم ساس قحطان------- وان اشهد انكم مـن ذواد
القبيلـه
وللـوازم بعدكـم كايـن كــان ----------- ولا للكرامه كـل
صـرح ضليلـه
يوم علينا حوضبت اربـع اركـان --------- تقطعـت وذم الـدلا
مـن مشيلـه
جونا سرايا الكيد مـن ال عثمـان ------- وبعيونهم تقرى
الغـدر والدغيلـه
حاطو بنا مايحوط خمسك بفنجـان ------- وبات الفرج عسر على كل
حيلـه
نحرت عاني لابة من هـل الشـان ------- بيض العمايـم كاسبيـن
النفيلـه
عاداتهم حمي المغاتيـر واضعـان --------- ياليـن قبـت كـل قبـا
شليـلـه
نطاحة الكايد علـى كـل ميحـان --------- حمل الترك مامن
سواكـم يشيلـه
تطابقو عندي على الموت عيـان -------- ولاهمهم بهاجس من كثير
وقليلـه
يازينهـم يـوم تناخـو المـردان -------- وبيدينهم تلمـع
رهـاف النصيلـه
حينن لفوا والجـو عـج ودخـان --------- ياشوفهم يبـري
الكبـود العليلـه
راحت على حمر الطرابيش شردان ----- واقفوا يجرون الخـزي
والفشيلـه
فرجت كرب مالـي الصدرهيقـان ------- عدي غديت براس رغلـه
طويلـه
لا القو فاد ولا نفـع بعـد رفـان ---------- ياوسع جودك
يامنشـي المخيلـه
هم حصتي نقالة السيـف وسنـان ---------- مـار ابيهـم
بالسنيـن المحيلـه
تسعين ليله بين مقعـد وفنجـان ---------- ودسم القرى يقلط علي
كـل ليلـه
ينطح ترى الجوزى خشم ام حوران ------ ولا قلـت الا للتجـارب
حصيلـه
غنوا بها ياللي مع الـد و ركبـان -------- ماقال اخـو نـوره
كـلام هبيلـه
هذا ما توفر لدي من معلومات عن تلك الحادثة المشرفة وأرجو من
كافة الأخوة والأخوات الأعضاء المساهمين في هذا المنتدى إن لاحضو بعض
الأخطاء في سرد هذه الحادثة المشرفة التصحيح ولكم جزيل الشكر
لكم مني تحياتي فراس
